"تشققات في الجدران وانهيارات في الممرات ، وصوت حفارة تعمل في ساعات الليل" .. هكذا يصف الحاج محمد زغول مسكنه الذي بدأت الشقوق والتصدعات تظهر بشكل واضح عليه نتيجة الحفريات الإسرائيلية المُتواصلة أسفل حوش عسلية الواقع قرب باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى . والتي كان آخرها تصدع خطير في سقف المطبخ.

صورة لتشققات سقف مسكن زغول في حوش عسيلة نتيجة الحفريات الاسرائيلية

وعلى مدار العشر سنوات الماضية ، بدأت التشققات والتصدعات تزداد شيئاً فشيئاً ، وحصلت في الفترة الأخيرة انهيارات في ممرات الحوش الذي تسكنه حوالي عشر عائلات. وقبل 4 أشهر  قامت العائلة بترميم بعض هذه الشقوق من أجل الحد من توسعها، لكن لم يجد الأمر نفعاً ، فعادت وظهرت الشقوق من جديد. وهذا الأمر يعني أن الخطر يحيط بنا ، خاصة وأننا على أبواب فصل الشتاء ،وهذا يعني تسرب مياه الأمطار بين الشقوق سيرفع من نسبة الخطر، وربما يؤدي إلى إنهيار المسكن.

تشققات في محل نجارة يعود للمواطن سعدي أبو عصب في حي القرمي:

المواطن سعدي أبو عصب 75 عاماً يعمل نجاراً منذ أكثر من 40 عاما في منجرته في حي القرمي الذي أصابته الانهيارات والتشققات في جدرانه نتيجة الحفريات وأعمال التوسع التي تقوم فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أسفل المنطقة.

صورة للتشققات داخل محل النجارة في حي القرمي نتيجة الانهيارات

يقول المواطن سعدي أبو عصب لباحث مركز أبحاث الأراضي :

لم يحدث أن جرت تصدعات أو انهيارات في المكان إلا منذ سنوات قليلة ، حيث بدأت تحدث انهيارات في الأرض وتشققات أخذت بالازدياد . وظهرت التشققات على سقف المنجرة وجدرانها ، وتشققات في الأرض . لكنني لا أستطيع أن أخليها من الماكينات الثقيلة الموجود بداخلها ،فالماكينات مُثبتة بالأرض مُنذ سنوات، وفي حال قررت تفكيكهم فإن المكان لا يحتمل أية أعمال من شأنها أن تزيد من التصدعات ، وسيؤدي ذلك إلى تفاقم الأمر ..

يُضيف قائلاً :

أنا أعرف القدس وتاريخ القدس وأحمل في ذاكرتي ذلك التاريخ ، فقد ولدت فيها وتربيت فيها وعشت عمري فيها . فقد تعلمت في مدرسة دار الأيتام مهنتي وهي النجارة .. وفي هذا المحل قمت بتفصيل أبواب ونوافذ للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة .. أخشى عليه وعلى هذا المكان ( البلدة القديمة ) مثلما أخشى على نفسي ، ليس سهلاً أن ترى التشققات والتصدعات تظهر على جدرانه مُنذرةً بهدمه وهو يحتل في ذاكرتي مكانة كبيرة ..