تقوم عائلة نافز زيتون في حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى منذ بداية شهر أيار 2022 بأعمال الهدم الذاتي للطابق الثاني المكون من شقتين من بيتها، وذلك بحجة عدم الترخيص وبتحذير بمخالفات وتكاليف باهظة ممكن أن تدفعها في حال عدم انصياعها لقرارات بلدية الاحتلال وفي حال قيام طواقم البلدية بالهدم. والتي يمكن أن تهدد الطابق الأول بالهدم على إثر عدم اكتراث قوات الاحتلال بأي شيء لو قامت هي بالهدم. ففي معظم الأوقات يكون الهدم للطبقات العلوية وتتشقق الطوابق الأرضية وتصبح غير صالحة للسكن ومهددة بالانهيار في أي لحظة.

يتكون المسكن من شقتين على الطابق الثاني، بمساحة كلية 180 متر مربع، وتحوي كل شقة ثلاث غرف ومطبخ وحمام، إذ يسكن فيه أبناء مالك البيت مع عائلاتهم المكونة من 14 فرداً منهم 4 أطفال و4 إناث، وبنى المالك هذا البيت لاستقرار أبنائه، وقد تكلف بأكثر من 600 ألف شيقل حوالي 200 ألف دولار أمريكي، في سبيل احتواء العائلة في مكان واحد. وقد تم مخالفته بأكثر من 30 ألف شيقل ما يقرب من 10 ألف دولار من قبل المحاكم والبلدية، هذا بالإضافة الى تكاليف الهدم وتنظيف الركام.

وبعد هدم البيت فقد تشرد أبناء المالك وعائلاتهم، هذا بالإضافة الى إخطار آخر يلزمهم بهدم مخزن في ساحة البيت.

تأتي هذه الممارسات على أثر الخطة التي تعتزم قوات الاحتلال القيام بها بهدم المئات من البيوت في حي البستان وتفريغه من ساكنيه بشكل تدريجي ممنهج ومنظم ويومي.

تقع سلوان الى الجنوب الشرقي لأسوار مدينة القدس، وتعتبر الامتداد الطبيعي للبلدة القديمة، وتواجه سلوان العديد من المخاطر التي تتهدد كل سكانها، فمشاريع التهويد ضاربة بشكل عميق في التركيبة السكانية للقرية، من خلال أعمال الحفريات الأثرية، او شراء وتسريب عقارات المواطنين، أو عمليات الهدم والتكاليف الباهظة التي تفرضها البلدة على أبناء القرية في حال محاولتهم التوسع، هذا بالاضافة الى تحويل القرية لمخيم مكتظ بالسكان فلا متنفس ولا مجال للتوسع العمراني الافقي او العمودي، ويراد لهذه القرية ان تهجر وأن تحول الى تجمع استيطاني كبير بحجج واهية كالقيمة التاريخية المزعومة على أرض سلوان الفلسطينية، هذا ويتهدد منطقة سلوان وخاصة عين اللوزة والبستان وعين حلوة إخطارات الهدم للمئات من المساكن في عملية تهويدية منظمة تجري هذه الأيام.