2022-05-25
أقدمت طواقم بلدية الاحتلال في القدس عصر يوم الأربعاء الموافق الخامس والعشرين من أيار 2022 على هدم مبنى مكون من شقتين تعودان للمواطنين يزيد ربحي طينة، ومحمد عمر جودة، والواقع في شارع الصافح في بيت صفافا جنوب القدس المحتلة.
هذا واقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية والجيش وطواقم البلدية مع جرافتين من نوع هواندي، وقامت بإغلاق الشوارع ومحاصرة المبنى وأخرجت سكانه منه ثم باشرت بعملية الهدم، وذلك بحجة عدم الترخيص.
وكان القرار مفاجئاً بعد أسبوع واحد فقط من تأجيل عملية الهدم من خلال المحاميين، وأشارت العائلتين الى انهم دفعوا الكثير من الأموال بهدف إصدار رخص للبناء، إلا أن الاحتلال بقي مصراً على هدم المبنى الذي أصبح سكانه يسكنون الخيام في نفس المكان وقطعة الأرض التي يمتلكونها.
وبالنظر الى المبنى المهدوم فتبلغ مساحته 200 متر مربع وهو مكون من شقتين تبلغ مساحة كل شقة 100 متر مربع وتحتوي على ثلاث غرف وحمامين، ومطبخ وصالة، ويسكنها عائلات جودة المكونة من 6 أفراد منهم 4 أطفال ومن ضمن الأسرة 2 من الإناث، أما عائلة طينة فتتكون من 7 أفراد منهم 5 أطفال ومن ضمن العائلة 5 إناث.
المبنى الذي حوله الاحتلال الى ركام ويظهر في الصور جدران الشارع السريع الي يمر من المنطقة من شمال – جنوب.
وفي جانب آخر، فقد قامت العائلتين بالشراكة في شراء قطعة الأرض والبناء والسكن فيها في عام 2021، وبتكاليف بناء للشقتين وصلت الى 3 مليون شيقل أي حوالي ما يقارب مليون دولار، يتضمن ذلك الكثير من الأموال التي دفعت من اجل الترخيص والمخالفات وأجور للمحاكم والمحاميين.
تشردت العائلتين بعد عملية الهدم، وذلك بسبب عدم وجود أماكن تأويهم، فما كان منهم إلا أن وضعوا خيام في المكان وافترشوها، ووضعوا ما تبقى من أثاث وملابس فيها بعد عملية الهدم، ولاحظ فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي حجم الوضع الحرج الذي يواجهونه في الخيام، فبعد عملية الاعتداء عليهم من قبل البلدية وتشريدهم في الخيام، بدا واضحاً وجود صدمة قوية على الأطفال بشكل خاص، فهم لم يذهبوا الى المدارس وكان من الصعب عليهم ايجاد انفسهم في خيمة بجانب بيتهم المهدوم، فلا حمام، ولا مطبخ، ولا غرف نوم لكي يناموا او يدرسوا فيها.
الخيام التي أقامتها العائلتين بجوار مساكنهم المهدومة والتي أصبحت مأواهم !!
واعربت زوجة يزيد طينة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
(ضاع تعب عشر سنين من العمل، وضاع فيها كل اموالنا، فقد قام زوجي بشراء قطعة الأرض بالشراكة مع محمد جودة، وقمنا بالبناء بشكل مشترك أيضاً ليتوزع الحمل، ولكن حسبي الله ونعم الوكيل، كل اشي ضاع، ولكن لن نترك الأرض لأنها ملكنا).
وقالت أيضاً:
(بعد ان حصلنا على تأجيل للهدم في الأسبوع الماضي، لا نعلم ماذا حدث، هل تم بيع قضيتنا؟ هل كذب الكل علينا وأوهمنا بالأمان وبأننا سوف نحصل على الرخص، بعد دفع الغالي والثمين).
يذكر ان منطقة الصافح في بيت صفافا تعاني من وجود شوارع التفافية سريعة تم فتحها في السنوات الأخيرة، يتم بذلك تغيير البيئة المحيطة للمنطقة، واقتطعت هذه الشوارع مئات الدونمات من أراضي المنطقة، فبالإضافة الى مصادرة الأراضي، فإن معظم الأراضي الواقعة على جوانب الشارع، مهددة بالمصادرة، ومن ضمنها بيت جودة وطينة، المحاذيان تماماً للشارع، والذي تم هدمه بسبب ذلك الأمر.
نبذة عن بلدة بيت صفافا[1]:
تقع قرية بيت صفافا على بعد (6)كم من الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة القدس، ويحدها من الشمال الأراضي المحتلة عام 1948م، ومن الغرب قرية شرفات، ومن الشرق تقام على أراضيها مستعمرة "تلبيوت الشرقية"، ومن الجنوب حدود محافظة بيت لحم .
يبلغ عدد سكانها 20,000 نسمة حتى عام 2008م. وتبلغ مساحة القرية الإجمالية 3259 دونماً منها 866 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية.
نهبت المستعمرات الإسرائيلية من أراضي القرية 920 دونماً، حيث تقع على جزء من أراضي القرية المستعمرات التالية:
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.