بعد أن أتمت بلدية الاحتلال العمل في ساحة شارع صلاح الدين بالقرب من عمارة اشتية وشركة كهرباء القدس، كانت قد وضعت في شهر آذار 2022 على وضع مظلات شمسية كغطاء وسقف للساحة ومقاعد وبلاط في تلك المنطقة.

ان قيام البلدية بهذا الأمر يعد رسالة واضحة للتهويد المستمر للقدس وأحيائها وشوراعها وساحاتها، فوضع مثل هذه المظلات يشابه ما تم عمله في ساحات القدس "الغربية" إذ اصبحت منطقة شارع صلاح الدين تشبه مرافق بلدية مصبوغة بصبغة إسرائيلية بحتة كتلك الساحات في شارع يافا وغيرها.

إن شارع صلاح الدين رمز ومعلم مقدسي تاريخي وأحد أهم الشوارع حول القدس القديمة، وهو عصب المدينة التجاري والاجتماعي، واستهدافه وصبغه بصبغة اسرائيلية يدمر المشهد الحضاري الثقافي الفلسطيني في المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة، وتعد هذه الخطة كاستمرار متعمد لطمس المعالم العربية وتحويلها وتغيير واقعها الفلسطيني القديم.

من الجدير ذكره ان شارع صلاح الدين التاريخي يعود للفترة العثمانية، يمتد من باب الساهرة في الجنوب ويقطع شمال المدينة حتى بداية حي الشيخ جراح شمالاً عند قبور الملوك، ويحتوي على العديد من المحال التجارية العريقة، ويزوره الآلاف من المقدسيين بشكل يومي للتسوق، فمحال الملابس، والمطاعم، والمدارس، المحكمة الشرعية، والمكتبات والعديد من بسطات الخضار والكعك. الا ان الاحتلال قد أقام محاكمه المدنية في هذا الشارع، ومكتب بريد مركزي ومركز شرطة، ويضيق الخناق على أصحاب المحال التجارية فيه بشكل يومي من خلال المخلافات والغرامات الباهضة ودفع الارنونا.