2022-08-14

مخاطر الهدم ومصادرة الأراضي في باب حطة بالبلدة القديمة في القدس المحتلة

أجبرت بلدية الاحتلال ودائرة الآثار والمستوطنين في البلدة القديمة في القدس المواطن عثمان قلجاوي من حي باب حطة داخل البلدة القديمة في القدس، على هدم جزء من منزله المكون من غرفة وحمام وصالون، وذلك لأسباب استيطانية، حيث تحاول جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيلاء على قطعة أرض مملوكة للعائلة بمساحة حوالي 200 متر مربع والواقعة خلف المنزل.

Image title

Image title

Image title

الصور (1-3) تبين مكان الهدم والذي يقوم به المالك

وقد أعطي المواطن مدة حتى نهاية شهر آب للقيام بإنهاء عملية الهدم في المكان، واخلائه، علماً بأنه يعيش وعائلته المكونة من 8 أفراد بما فيهم 6 أطفال و5 إناث، حيث يعيشون كلهم في هذا الجزء من البيت المكون من غرفة وحمام وصالون بمساحة لا تتجاوز 60 متر مربع والمبني من عام 2015 بتكلفة حوالي 80 الف شيقل (حوالي 25 الف دولار امريكي).

وحول قطعة الأرض فقد صرح المواطن القلجاوي ان الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم" المتخصصة في مصادرة وتسريب الأرض والمساكان في القدس، تستهدفه منذ مدة زمنية طويلة وتحاول الاستيلاء على قطعة أرض تقع خلف البيت بمساحة حوالي 200 متر مربع، والمملوكة للمواطن وأجداده منذ اكثر من 200 عام، وتدعي الجمعية الاستيطانية انها قد اشترت هذه القطعة من شخص روسي بإسم (انطوني اللاكس) المتواجد في أمريكا، وحيث ان المواطن عثمان قلجاوي يواجه المحاكم، فقد عرضت عليه وثائق البيع، ويؤكد تزييف هذه الوثائق وعدم صحتها بشكل مطلق. هذا بالاضافة الى عمليات التجسس والتحم اليومي الذي تمارسه قوات الاحتلال على المواطن وعائلته.

Image title

Image title

الصور (4-5) تبين قطعة الارض والتي تحاول جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيلاء عليها

أما سبب اجبار بلدية الاحتلال المواطن على هدم مسكنه، فهو خلق طريق يصل لقطعة الأرض والذي لا يمكن حدوثه الا من خلال مكان البناء القائم والذي يملكه عثمان قلجاوي والمطل على الزقاق السفلي لحارة باب حطة.

 وفي حال تمكنت البلدية من اتمام عملية الهدم والاستيلاء على قطعة الأرض، فإنها ستخلق بؤرة استيطانية في قلب حارة باب حطة، وتحرم مالك المنزل من حرية العيش والحياة في بيته وحارته وسيكون مضطراً هو وعائلته من العودة الى العيش في غرفة صغيرة تعدم فيها أقل معالم الحياة الكريمة.

 تعقيب قانوني:

إن ما تقوم به سلطات الاحتلال من عمليات هدم للمساكن والمنشآت الفلسطينية يأتي ضمن انتهاكاتها للقانون الدولي والإنساني، وانتهاك حق من حقوق المواطنين الفلسطينيين الذي كفله القانون الدولي والمعاهدات الدولية وهو الحق في سكن ملائم، ضمن المواد التالية:

  • المادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة والتي تنص على أن 'تدمير واغتصاب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية.' تعتبر مخالفات جسيمة للاتفاقية.'.
  • المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1948 تحرم تدمير الممتلكات، حيث تنص هذه المادة على ما يلي: 'يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير.
  • المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أنه : 'لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصياً.
  • كما حذرت الفقرة 'ز' من المادة 23 من اتفاقية لاهاي لعام 1907م من تدمير " ممتلكات العدو أو حجزها، إلا إذا كانت ضرورات الحرب تقتضي حتما هذا التدمير أو الحجز.
  • المادة 17 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، المؤرخ في 10 كانون الأول 1948 تنص على انه " لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا ".

حارة باب حطة:

حارة باب حطة أحد حارات الحي الإسلامي في البلدة القديمة لمدينة القدس. وهي إحدى المنافذ إلى المسجد الأقصى وبها آثار من العصر الايوبي، كذلك يوجد بها الصلاحية التي قام بانشائها صلاح الدين الأيوبي كمجمع علمي خرّج كثير من العلماء في القدس. وباب حطة من أقدم أبواب المسجد الأقصى، يقع على جداره الشمالي بين باب الأسباط وفيصل، جدد في الفترة الأيوبية زمن السلطان الملك شرف الدين عيسى عام1220.

تعاني الحارة كما غيرها من حارات البلدة القديمة من محاولات تهويد تشمل هدم وتسريب عقارات بشكل متكرر، وذلك لتفريغ البلدة القديمة من ساكنيها، وصبغها بطابع يهودي جديد مخلوع تماما عن تاريخه الفلسطيني.

جمعية "عطيرات كوهانيم":

 "عطيرت كوهنيم" وتعني حرفيّاً تاج الكهنة هي جمعيّةٌ إسرائيليّةٌ استيطانيّةٌ تعملُ على خلقِ أغلبيّةٍ يهوديّةٍ في البلدة القديمة والأحياء الفلسطينيّة في القدس الشرقية وتملكُ مدرسةً دينيّةً" يشيفا" في الحي الإسلامي في البلدة القديمة من القدس.

يُقدّر عدد المستوطنين الذين يقطنون في المنازل التي استولت عليها عطيرت كوهنيم في البلدة القديمة مُنذ إنشائها عام 1978 بألف مستوطن،كما تركّز نشاط الجمعيّة في العقديْن الأخيريْن في سلوان أيضاً، وذلك بالتحالف مع جمعيّة ألعاد. ويُعدّ رجل الأعمال الأمريكيّ" إيرفينغ موسكوفيتش" وزوجته من أبرز المتبرعين للجمعيّة.

Image title

مشروع حماية التجمعات المهشمة في القدس عبر الدعم القانوني والمناصرة

تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي، محتويات هذه النشرة لا تعكس وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي