2022-11-09

تزويراً للتاريخ ... الاحتلال يضع قبوراً وهمية في قطعة ارض ببلدة سلوان / القدس المحتلة

تفتعل بلدية الاحتلال والاستيطان الكولونيالي في القدس ذريعة القبور الوهمية " مقبرة بلا أموات"، حيث تقوم بنصبها هنا وهناك كذريعة للاستيلاء على الأراضي في القدس المحتلة بشكل عام، وسلوان بشكل خاص.

جدير بالذكر بأن هذا الأمر لم يكن بالجديد بل حدث في سبعينيات القرن الماضي في رأس العامود والشياح، وفي عام 2014 حدث في أراضي المواطنين في واد الربابة وفي السلودحة من أراضي بلدة سلوان، واليوم في أراضي بين وادي حلوة ووادي الربابة.

وفي بداية تشرين ثاني 2022 شرعت سلطات الاحتلال بتحويل قطعة أرض كانت تستخدم كموقف للمركبات في حي واد الربابة بسلوان الى مقبرة ووضعت قبوراً وهمية، حيث وضعت الأتربة الحمراء ووضعت الحجارة الضخمة في المكان، إضافة الى وضع يافطة باللغتين العربية والعبرية، تثبيتاً لتهويد وتزوير المكان.

هي ليست قضية مقبرة كما يدعي الاحتلال بل هي امتداد لمشروع كبير يسمى "أورشليم 2020 الحوض المقدس"، إن الاحتلال يحاول خلق رواية له طوال الوقت وحسب الوصف التوراتي ومنطقة سلوان هي مركز ذلك.

لكن كل روايات الاحتلال المقدسي يعيها جيداً، فقطعة الأرض هذه ليست قطعة بالنسبة للفلسطينيين المقدسيين، هي قضية سلب وانتهاك أراضي وتزوير رواية وتغيير حقائق وطمس هوية وتهويد منطقة كاملة.

بلدة سلوان بأحيائها تشهد تهويداً مستمراً:

إن بلدة سلوان بالتحديد تشهد تزويراً وتهويداً بشكل متواصل، حيث يدّعي الاحتلال بأن منها انبثقت اليهودية ويدعون أيضاً أن مملكة داوود لهم من قبل 2000- 3000 عام.

لكن في حقيقة الأمر بلدة سلوان يعتبر موقعها الدفاع الأول والأقرب للمسجد الأقصى المبارك، حيث تبعد عنه مسافة حوالي 50 متر فقط من الجهة الجنوبية لباب المغاربة،  وهي من أكبر الأحياء السكانية المقدسية، حيث يبلغ عدد سكانها ما يقارب ال 56 ألف نسمة،  وتضم 12 حياً "حارة"،  كما أن الحي مليء بالآثار الإسلامية، كالقصور الأموية ومجمع عين سلوان التاريخي وأول وقف إسلامي سجل خارج جزيرة العرب في زمن خليفة المسلمين عثمان بن عفان وهناك مسجد العين وهو أول مسجد يبنى خارج أسوار البلدة القديمة ولكها دلائل على أن سلوان عربية في تاريخها لكن الاحتلال يحاول طمسها وتزويرها بتاريخه.

جدير بالذكر بأن بلدة سلوان تعتبر منطقة مهمشة لأن الاحتلال يفرض قوانين ظالمة على المواطنين وقيود قاسية وبالمقابل يوسع الاستيطان فيها، وبنى قلعة داوود لتأكيد وجودهم الديني، ويضيق كل سبل العيش الكريم على أهلها، وهو ليس بشيء جديد هي مستهدفة من قبل حكومة ومؤسسات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية منذ بداية الاحتلال لمدينة القدس. كل ما يحاول الاحتلال فعله هو خلق إدعاءات كاذبة بشكل مستمر لخلق جذور لهم في المنطقة.  

لماذا يريد الاحتلال هذه الأرض بالتحديد لجعلها مقبرة دون غيرها؟

بداية هذه الأرض في منطقة واد الربابة جنوب باب المغاربة مساحتها 200 متر مربع ويحيطها 9 دونمات أخرى فارغة أي قابلة للتوسع، يمنع الاحتلال المقدسيين من استعمالها، ويمنع الدخول إليها، أي سيارة تتوقف هناك حتى لو بشكل مؤقت تخالف، أي بناء فيها يهدم وعليها مراقبة مشددة ولكن في محيطها أبنية سكنية لفلسطينيين.

وأفاد الناشط الحقوقي والباحث القانوني السيد فخري أبو دياب لباحثة مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

 "إن بيت والدتي ملاصق للمقبرة فهم على إطلاع دائم وتتبع دائم لما يجري من تغييرات هناك، وهي كانت مركزاً للعب في سنين طفولتنا، ولدينا الطفولة ولدينا صور تؤكد ذلك، جزء كبير من الأرض وقفية كان يستعملها المواطنين في السابق لوضع المونة، وجزء منها عام أميرية مستأجرة من الأوقاف لمدة 99 عام كانت تستعمل لوضع خزانات الماء فيها كون المنطقة كما ذكرنا واد للماء ويتم توصيلها للأردن، وجزء خاص لعائلات فلسطينية ولكن بلا أوراق" .

ويضيف:

 "قبل 15 عاماً جاءوا لوضع أحجار فيها "كدلائل لقبور" في البداية وضعوها باسم غريب كأنهم يحضرون لتغيير هذه المنطقة ثم ذهبوا ليعودوا بعد مدة من الزمان ويغيروا اليافطات وليضعوا يافطة تقول إنها مقبرة "سمبوسكي" وهي اسم مستنسخ عن مقبرة يهودية في إسبانيا كانت لأحد كبار الحاخامات هناك".

 ويضيف:

"إذا رجعنا للصور الجوية قبل عامين لا يوجد أي شيء من كل ما يرمون له اليوم، هم يعملون بالتدريج ولا نعلم ماذا سيغيرون فيما بعد لا نعلم ماذا سيضعون ليقولوا أنه كان هنا مقبرة وكانت قبل الميلاد، وسيدعوا أن هناك شخص معين وتبدء جمعية إلعاد الإستيطانية بجمع الصهاينة لعمل الزيارات والطقوس الدينية كما جرى في الشيخ جراح قبل سنين ومقام "شمعون تصديق"، ويضيف قبل ساعتين من الآن بدأ الاحتلال بوضع علامات معينة ووضع بوابة".

جدير بالذكر يضع الاحتلال القبور الوهمية كنوع من الالتفاف والتحايل على القانون لأنه حسب القانون إذا كانت الأرض فيها قبور " مقبرة" لا يمكن تغيير المكان سيصبح مسجل في دائرة المقابر ولا يجوز الانتفاع من الملك وتصبح الأرض ملكية دولة لا يجوز الإستئناف أو التحدث عن هذه الأرض في المحاكم.

يقول الناشط الحقوقي والباحث فخري أبو دياب أيضاً:

 "قبل 35 عام هاجمت قوات الاحتلال المحكمة الشرعية بحجة أعمال إرهاب سيطرت على الإرث التاريخي وكل الإرشيف القديم أخذوا ما يريدون وتركوا ما لا يريدون، الكثير من الأوراق إختفت، ومن الطبيعي هم يعرفون كل قطعة تعود لمن وكل قطعة غير مسجلة أو ليس لديها أوراق يقومون بالسيطرة عليها وهذا ما حدث بالنسبة لهذه الأرض، نحن بحاجة إلى البحث في الإرشيف العثماني عن الوثائق اللازمة لدحض ادعائهم وإثبات أحقيتها".  

التعقيب القانوني:

إن استهداف الحكومة الإسرائيلية والجمعيات الاستيطانية لأحياء سلوان ما هي إلا جزء من استهداف مدينة القدس المحتلة والعمل المستمر على تهويد المدينة من خلال السيطرة على الأرض وتهجير سكانها إن تلك السياسات هي إنتهاك صريح وواضح لكافة الأعراف والقوانين الدولية بما فيها قانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان والإتفاقيات والمعاهدات الدولية. إن قيام دولة الاحتلال باستيطان الأراضي المحتلة وتنقيذ مشاريع استيطانية في الأراضي المحتلة ما هي مخالفة واضحة لإتفاقيات جنيف وتعتبر جريمة حرب حسب قانون روما الأساسي.

 

جدير بالذكر بأن مركز أبحاث الأراضي أعد تقريراً حول نفس الانتهاك في كانون ثاني 2012 بعنوان (نصب 50 قبر وهمي تمهيداً للسيطرة على قطعة أرض في سلوان).

وفي أيار 2012 أيضاً تم اعداد تقرير بعنوان ( بلدية الاحتلال والاستيطان الكولونيالي يفتعل قبور وهمية للاستيلاء على الأرض)


This report was published as part of Project activities:

“Supporting Marginalized Communities in Jerusalem through Legal Aid and advocacy"

Image title

Image title

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the EU

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ الاتحاد الاوروبي

Image title