2005-10-03

البناء ممنوع والهدم مسموح لتتوقف سياسة إسرائيل في هدم المنازل الفلسطينية

بيان صحفي صادر عن مركز أبحاث الأراضي

- العضو في شبكة حقوق الأرض والسكن - الموئل-

بمناسبة اليوم العالمي للموئل

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قدم وساق سياستها في هدم المنازل والمنشآت في الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف طرد أصحابها الفلسطينيين، خصوصاً في مدينتي والخليل التاريخيتين المحتلتين، بهدف إفراغهما من سكانهما الأصليين. وقد تم منذ بداية هذا العام فقط هدم ما يقارب الـ 100 منزل في القدس تحت حجج وذرائع واهية أهمها عدم الترخيص، علماً بان سلطات الاحتلال لا تمنح إلا ما ندر تراخيص بناء للفلسطينيين، وهي كقوة احتلال مسؤولة عن وضع العراقيل والإجراءات الإدارية والمالية والفنية التي تعطل عملية الحصول على تراخيص بناء في القدس من قبل المواطنين الفلسطينيين، هذا فضلاً عن سياسة مصادرة الأراضي من أصحابها الفلسطينيين بهدف تهجيرهم منها من ناحية وبهدف إحلال مستوطنين يهود بدلاً منهم. ولعل جدار الضم والتوسع العنصري الذي يقومون ببنائه على الأراضي الفلسطينية قد خلق ويخلق واقعاً مرعباً في مدينة القدس من حيث السيطرة على الأرض وهدم المنازل وتهجير السكان. ويعتبر مخطط الجدار الهادف إلى ضم مستعمرة معاليه أدوميم من الشرق وضم تجمع مستعمرات عصيون وأفرات من الجنوب، هو استكمالاً لمشروع القدس الكبرى الذي يمتد من رام الله شمالاً حتى حدود محافظة الخليل جنوباً ومن بيت شيمش غربا حتى حدود محافظة أريحا شرقاً بمساحة 600 كيلومتر مربع ( حوالي 10 % من مجمل مساحة الضفة الغربية المحتلة).

        وفي هذا السياق أيضاً تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في إجراءاتها القمعية والعقابية في داخل البلدة القديمة من مدينة الخليل بهدف إفراغ المدينة من سكانها الفلسطينيين، فقد قامت خلال شهر آب الماضي بنصب 7 بوابات حديدية جديدة داخل الأحياء القديمة لفصلها عن بعضها.  وقد بلغ مجموع الحواجز والبوابات المقامة داخل مدينة الخليل القديمة حوالي 82 حاجزاً مع نهاية شهر آب الماضي. وتعطل هذه الحواجز الحياة العامة داخل الأحياء السكنية وتضر بشكل كبير بعملية التواصل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بين السكان وتحرمهم من التمتع بشروط السكن الملائم، كل ذلك من أجل تطوير وتوسيع أربعة بؤر استعمارية انشأوها داخل البلدة القديمة للخليل على أراضي ومنازل تم

 الاستيلاء عليها من ساكنيها الفلسطينيين. ويبلغ عدد المستعمرين في هذه البؤر الاربع 500 يحرسهم


ما يزيد عم 1500 جندي احتلالي.

كما قامت سلطات الاحتلال بفتح شوارع جديدة للمستعمرين لربط البؤر الاستعمارية الأربع الواقعة داخل البلدة القديمة بالحرم الإبراهيمي الشريف وبمستعمرتي كريات أربع وخارسينا الواقعتين على الحواف الشرقية للمدينة، ومن أجل ذلك تم هدم العديد من البيوت القديمة التي يعود تاريخها إلى العصرين المملوكي والإسلامي، بالإضافة إلى التهديد المستمر بهدم وتجريف المقابر ومراقد الأئمة وأشجار الزيتون المعمرة لفتح شوارع جديدة.

وحيث ان اليوم الثالث من تشرين الأول لسنة 2005 يصادف اليوم العالمي لحق السكن – الموئل -، فلا يسعنا إلا ان نطلق صرخة غضب واستغاثة علّها تنضم إلى آلاف الصرخات التي ستخرج اليوم من أفواه المقهورين في كافة أرجاء المعمورة الرافضين لسياسات الاحتلال والاضطهاد والإذلال – الساعين بكل جد لانتزاع ابسط الحقوق الإنسانية – حق تملك الأرض ... وحق السكن عليها بحرية وكرامة ... انتزاع هذا الحق ممن يغتصبه بقوة السلاح وقوة الدمار وقوة الإرهاب المنظم.

وليس ما يحدث في العراق العربي من هدم وتدمير لأساسات الحياة ... تماماً كما يحدث في افغانستان من قبل الاحتلال الأمريكي ... إلا صوراً أخرى للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا يختلف في عنصريته عن الإهمال المتعمد في انقاذ فقراء العالم من الجوع والكوارث الطبيعية والمرض والجهل.

إننا كمؤسسة اهلية وطنية فلسطينية عضواً في الشبكة الدولية لحقوق الأرض والسكن نؤكد ان ما يحدث على ارض فلسطين من تدمير منظم كان آخره ما يحدث في قطاع غزة من قصف بالمدافع والطائرات والاباتشي إلا تأكيد على أن الاحتلال ممعن في سياسته وليس لديه أي برنامج سلام وانما هو فقط شاغل الرأي العالمي بمسرحيات هزلية عند الانسحاب من غزة ليغطي بها على جرائمه. كما ان هذا الانسحاب سيكون على حساب تكريس الاحتلال في الضفة الغربية عن طريق توسيع المستعمرات القائمة وبناء اخرى جديدة والمضي قدما في بناء سور الضم والتوسع لإلغاء اية امكانية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار والحياة في الضفة الغربة وقطاع غزة., 

وإننا نحمل المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عما يحدث على ارض فلسطين من جرائم غير مسبوقة بحق الإنسانية، ولعل استقبال المجرم شارون والسماح له بإلقاء خطابه من على منبر الأمم المتحدة لهو تشجيع مباشر للجريمة وللهدم ولإرهاب الدولة.

إننا في هذه المناسبة ندعو العالم وهيئاته الحقوقية والإنسانية إلى الاستيقاظ والتحرك لإنقاذ ماء وجه البشرية قبل أن يصبح التحرك للدفاع عن حقوق الإنسان – إرهاباً – في نظر شارون وبوش.

مركز أبحاث الأراضي

           فلسطين - 3/10/2005

ملاحظة: مرفق ملخصين إحصائيين عن الانتهاكات في القدس والخليل


ملخص إحصائي عن انتهاكات حق السكن في القدس

المساكن التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي خلال سنوات انتفاضة الأقصى في القدس الشرقية:

السنة

عدد المساكن

       عدد أفراد الأسر

2000

27

176

2001

90

637

2002

123

471

2003

158

856

2004

181

834


 المساكن التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي خلال سنة 2005 في القدس الشرقية حسب – للأشهر التسعة الأولى من السنة :

الشهر

عدد المساكن

عدد أفراد الأسر

1-

8

40

2-

29

32

3-

7

26

4-

22

106

5-

3

16

6-

15

49

7-

10

78

8-

2

16

9-

2

7

ملخص إحصائي حديث عن الانتهاكات في البلدة القديمة من مدينة الخليل

عدد سكان البلدة القديمة من الفلسطينيين يبلغ حوالي 40.000 نسمة، بينما يبلغ عدد المستوطنين اليهود داخل البؤر الاستيطانية الأربعة الواقعة في قلب البلدة القديمة من الخليل يبلغ حوالي 600 مستوطن.

وضع الاحتلال الإسرائيلي حول البلدة القديمة وداخل أحيائها (82) حاجز مغلق وبوابة حديدية ونقطة تفتيش وبرج مراقبة تحت ذريعة حماية المستوطنين. في حين السبب الحقيقي هو ممارسة ضغط نفسي واجتماعي واقتصادي على الفلسطينيين للرحيل من منازلهم وإحلال مستوطنين يهود مكانهم.

يبلغ عدد جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يحرسون المستوطنين ويضيقون سبل السكن المريح والعيش الحر على الفلسطينيين حوالي 1500 جندي مقيم.

يبلغ عدد المحلات التجارية الفلسطينية التي أغلقها الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة لأسباب أمنية – حسب ادعاءه – حوالي 1065 محلاً تجارياً وذلك للتضييق الاقتصادي على التجار والسكان للرحيل من البلدة القديمة.

تم إغلاق سوق الخضار المركزي الكائن على الحافة الجنوبية للبلدة القديمة منذ سنة 2000 ولا زال مغلقاً بكل ما يعنى ذلك من خسائر اقتصادية مذهلة ومن تغيير في شكل وطبيعة الحركة التجارية في الخليل.

يمنع الآذان في الحرم الإبراهيمي الواقع في البلدة القديمة من الخليل في كل مناسبة دينية يهودية أو سياسية إسرائيلية، وهذا يعني منع الآذان معظم أيام السنة.

على كل مسلم يرغب بالصلاة في الحرم الإبراهيمي أن يجتاز أربع بوابات للفحص قبل الدخول إلى الحرم ( تشمل بوابات فحص الكترونية لكشف المعادن وأخرى للتفتيش الجسدي والإجبار على خلع الملابس للكشف عن البطن والظهر.

هنالك ثلاثة مدارس داخل البلدة القديمة، مستوى حضور الطلاب لا يتجاوز 50% من أيام الدوام الرسمي.

في المجال الصحي أدت القيود المفروضة على الحركة إلى صعوبة وصول المرضى إلى المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة، فمثلاً": تضطر الحوامل إلى المكوث في بيوت أقاربهن أو أصدقائهن قبل فترة الوضع حرصاً على الوصول إلى المستشفى في الوقت الملائم عندما يأتي المخاض.