نوع الانتهاك: هدم مسكن ذاتياً.

الموقع: رأس العامود – الشياح/ القدس المحتلة.

تاريخ الانتهاك: 22/01/2023.

الجهة المتضررة: المواطنين فادي محمود ردايدة وشقيقه عدي محمود ردايدة

الجهة المعتدية: بلدية الاحتلال في القدس.

في يوم الأحد الموافق 22 كانون ثاني 2023 أجبرت بلدية الاحتلال وقواتها المواطنيْن فادي وشقيقه عدي على هدم المسكنين ذاتياً وقسراً، وذلك بحجة البناء من دون ترخيص.

جدير بالذكر أن الشقيقين "فادي وعدي"  قاما منذ أربعة سنوات  بتأسيس مسكن على مراحل مقسوم إلى قسمين وتبلغ مساحته الكلية 160م² ضمن بناية " مسكنهم الطابق الثالث"، وكل شقة تتكون من غرفتين ومنافعها ومبنية من البنالين والجبس والكرميد، من أجل البدء بالتحضير للزواج وبناء أسرة، وصرفا ما يقارب 180 ألف شيكل – ما يعادل 52,000 دولار أمريكي- وأكثر لهذا الهدف، وعندما أشرفا على الانتهاء من تجهيز الشقتين حتى جاءهم القرار المفاجئ بالهدم الفوري.

 لم يمهلهم الاحتلال سوى مدة شهر للهدم وإلا فإن بلدية الاحتلال ستقوم بالهدم وتراكم عليهم الغرامات وتكاليف الهدم التي قد تصل إلى 80 ألف شيكل – 23,000 دولار أمريكي-.

الاحتلال ينتزع فرحة الشباب المقدسي بإجبارهم على هدم مساكنهم:

الاحتلال لا يهدم البيوت فحسب إنما يعطل مشاريع الشباب المقدسيين ويمنعهم من الاستمرار في حياتهم الطبيعية، فالشباب المقدسيين يبنون بيوتهم ليبنوا حياتهم ويكونوا أسر، إلا أن هذا لم يعجب الاحتلال فتسارع بلدية الاحتلال بتهديدهم بهدم مساكنهم بأنفسهم وهذه سياسة الاحتلال ليصبح الشباب المقدسي في أثر نفسي سيء، يقول المواطن فادي ودموعه في عينيه لباحثة مركز أبحاث الأراضي:

"أنا بدأت في بناء البيت وأنا خاطب من العام الماضي وأنتظر حتى يجهز بيتي تحضيراً للزواج وأخي كذلك حيث موعد زفافه المقرر قريباً.. الاحتلال ينتزع فرحنا، وسنين تعبنا في العمل، وينهيه بهذه السهولة دون وجود أي رحمة".

وأشار المواطن بإصبعه نحو أشياء إضافية طالبهم الاحتلال في هدمها:

" لقد طالبنا الاحتلال بهدم مظلة حديدية أعلى ساحة مدخل العمارة، وهذا السقف المغلق فوق بيت درج العمارة من مادة الجبس ليحميه من مطر الشتاء مطالبين في هدمه، حتى أقفاص الحمام والطيور على السطح مطالبين في هدمها، وعلق المواطن للجنود أأهدم كل شيء لكن الأقفاص باقية هنا"! وأشار إلى بيوت أخرى مجاورة لعمارتهم مهددة بالهدم ويقول هذا البيت المجاور لنا بني منذ 17 عام ومهدد وعليه ملصق القرار حتى اليوم، ويضيف وهذا وهذا... ويضيف أي احتلال هذا يريد منع الهواء عنا!!

الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:

تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم  يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.

إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة مضاعفة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق. وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" ((بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته - خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)). هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 423 مسكن على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال الـ 13 سنة الأخيرة (2010 -2022) والتي صاعدت بلدية الاحتلال فيها هذه السياسة، مما أصبح ما يزيد عن 2167 فرداً بلا مأوى منهم 1092 طفل، منها 60 مسكن تم هدمها في العام الماضي 2022م.

 فيما يلي جدول يوضح عدد المساكن التي أجبر أصحابها على هدمها حسب السنوات في شرقي القدس:

المصدر: توثيق ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية، للسنوات (2010 - 2022).

حماية التجمعات المهمشة في القدس عبر الدعم القانوني والمناصرة