2008-01-05
مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين
قضية دراسية
"عودة عن قرار إخلاء بعض المستعمرات"
مستعمري ( حومش)يعاودون نشاطهم الاستيطاني في نفس الموقع
دراسة من إعداد:
طاقم البحث الميداني – مركز أبحاث الأراضي
جمعية الدراسات العربية / القدس
كانون ثاني – 2008
المستوطنون ينوون السيطرة على أراضي مستعمرة (حومش) المخلاة:
يواصل المستعمرون محاولاتهم المتكررة والتي أصبحت بشكل يومي أعمال البناء داخل أراضي برقة – محافظة نابلس- التي اخلي منها المستعمرين في حوض رقم (6) المعروفة بمنطقة جبل الضهور والتي يوجد عليها أنقاض مستعمرة "حومش" المخلاة عام 2005م وفق إطار خطة الانفصال أحادي الجانب التي أعدت في زمن رئيس وزراء الاحتلال السابق "ارائيل شارون" والمتضمنة إخلاء 4 مستوطنات من شمال الضفة الغربية من بينها مستعمرة "حومش" من جانب واحد، حيث تم في آب 2005 أن أخلت الحكومة الإسرائيلية المستعمرة إلى جانب ثلاث مستعمرات أخرى هي "صانور" و"كاديم" و"غانيم" وجميعها في محافظة جنين ضمن خطة أحادية الجانب، ولم تسلم سلطات الاحتلال هذه المستعمرات الأربع للسلطة الفلسطينية بل أبقتها تحت سيطرتها الأمنية المطلقة حتى تاريخ اليوم. دمر الاحتلال أبنية مستعمرة حومش بكاملها والمقامة على مساحة 157 دونماً من أراضي قرية برقة (ضمن أراضي الطابو)، ولا زال آثار الدمار والخراب باقياً مكان المستعمرة.
مسرحية الانسحاب: ها هي الأيام تثبت أن الاحتلال لم يكن جاداً في تفكيك هذه المستعمرات – حيث اغلق حوالي 2000 دونماً أخرى من اجل حماية وتنفيذ عملية الإخلاء – ونفذ الإخلاء وحتى اليوم ما زال جيش الاحتلال يمنع أصحاب الأراضي الفلسطينيين من دخولها أو استخدامها سواء الى أرض المستعمرة أو الأرض التي أغلقها من أجل الإخلاء، وها هو اليوم يشكل حماية مجدداً للمستوطنين للعودة إلى نفس الموقع ... مما يؤكد أن أعمال الإخلاء والتفكيك ما كانت سوى تجاوباً شكلياً لقرارات المحكمة الإسرائيلية العليا -لأن الأرض مسجلة بالطابو لصالح مالكيها الفلسطينيين- وكذلك من أجل كسب التأييد الدولي وخداع الرأي العام العالمي، والسبب الأدق هو لأنهم لم يكونوا قادرين على توفير عدد كافي من المستوطنين المتطرفين لإشغال هذه المستعمرات الأربع وكانت إمكانات وخطط حمايتها غير مكتملة، والدليل أن المخطط التهويدي ما زال هو السائد على الأرض.
اعتداءات مستعمرو حومش (المخلاة) على الفلسطينيين تدلل على نوايا إعادة بناء المستعمرة من جديد:
إن اعتداءات مستعمرو " حومش" المخلاة الأخيرة على المواطنين الفلسطينيين وإعادة عمليات بناء المستعمرة يؤكد أن هناك نوايا إسرائيلية لإعادة إحياء المستعمرة خاصة وان قوات الاحتلال لم تمنع المستعمرين من عمليات البناء وكان قادة المستعمرين أعلنوا عزمهم العودة لمستعمرة "حومش" والإقامة فيها بعدما نفذوا مؤخراً عدة أنشطة داخلها بالإضافة إلى عمليات تخريب متعمدة في الأراضي الزراعية المحيطة والمتمثلة بما يلي:
مداهمة المساكن الفلسطينية في قرية برقة المطلة على الأراضي المستهدفة - أنقاض مستعمرة "حومش" المخلاة - والتعمد إلى تخريب محتويات تلك المنازل، حيث في أواخر عام 2008م تمت مداهمة منزل المواطن خالد طلال سيف (49عاما) حيث قام المستعمرون بحرق 700 بالة قش تعود له، بالإضافة إلى ذلك قام المستعمرون في تلك الليلة بحرق 640 بالة قش تعود للمواطن موسى خليل دغلس (56عاما)، بالإضافة إلى مهاجمة مسكن المواطن نزار حسين سيف وقلع وتخريب قرابة 2000 شتلة خضار هي كل ما تحويه مزرعة المواطن سيف، ومهاجمة مسكن المواطن عبد السلام محمد عارف صلاح، وتدمير بركس يستخدم لتربية الماشية وتفريغ أكياس الأعلاف على الأرض وتخريب شبكة الري الموجودة في أرضه وسرقة خمسة رؤوس من الماشية، وتحطيم نوافذ منزل المواطن خالد فالح صلاح القريب من المستعمرة، والاعتداء بالضرب على المواطن فهمي حامد دغلس- 75 عاماً- أثناء توجهه إلى أرضه وإصابته بجروح متوسطة نقل على اثرها إلى المستشفى.
تدمير كافة الأشجار والمحاصيل التي أعاد أهالي قرية برقة زراعتها بعد إخلاء المستعمرين من حومش في عام 2005م، بالإضافة إلى تدمير آبار مياه الجمع البالغ عددها 15 بئراً بالكامل علاوة على تدمير الطرق الزراعية وعددها 2 والتي أقامتها وزارة الزراعة الفلسطينية بعد عملية الإخلاء للتسهيل على أهالي قرية برقة للعودة إلى أراضيهم وإعادة فلاحتها من جديد.
يشار إلى أن رعاة الماشية يتعرضون إلى عملية ملاحقة أثناء عملية تواجدهم في الأراضي الزراعية القريبة من موقع "حومش" المخلاة، حيث سبق وان تعرض عدد من المزارعين إلى عملية ملاحقة من قبل المستعمرين وتمت سرقة الأغنام التي كانت بحوزتهم وقتل قسم منها، والتي كان آخرها في شهر تشرين ثاني الماضي حيث تمت سرقة أغنام السيد مفيد شاكر أبو عبيد أثناء تواجده في منطقة قريبة من مستعمرة "حومش" المخلاة، حيث تفاجأ بقدوم عدد من المستعمرين باتجاهه وقاموا بسرقة أغنامه تحت تهديد السلاح.
من جهة أخرى، يقدم جيش الاحتلال بين فترة وأخرى إلى مداهمة القرية وقطع الطرق المؤدية إليها لتأمين الحماية للمستعمرين أثناء توجههم إلى موقع حومش، وللتغطية على جرائمهم المختلفة لدرجة أن جيش الاحتلال يقوم بإطلاق النار بشكل عشوائي على مصابيح الإضاءة الموجودة على الطرق الخارجية في قرية برقة، ويقوم بالمقابل بإطلاق القنابل الضوئية والتي إن سقطت على الأرض تتسبب بإحداث حرائق مختلفة، حيث هذا ما قام به جنود الاحتلال في شهر أيلول 2008 مما تسبب في إحراق حوالي 100 دونماً من حوض رقم 5 شمال غرب قرية برقة.
بالإضافة إلى ما تقدم، أقدم جيش الاحتلال في بداية كانون ثاني2009 على وضع عدد من أبراج المراقبة في منطقة جبل الضهور حوض (6) مكان مستعمرة "حومش" المخلاة، وذلك بهدف منع الفلسطينيين من التواجد بها أو حتى الوصول إليها في حين يقوم المستعمرون بنصب عدد من الكرافانات والخيام بالإضافة إلى عدد من أعمدة الكهرباء هناك تحت حراسة جنود الاحتلال وهذا يؤكد نية المستعمرين العودة إلى المكان من جديد.
مستعمرة حومش المخلاة:
أقيمت في عام 1980 على حدود محافظتي نابلس وجنين وعلى حساب أراضي قرية برقة ( ضمن أراضي الطابو) الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس على مقربة من قرى سيلة الظهر شمالاً ، بزاريا غرباً ، بيت أمرين شرقاً، وسبسطية جنوباً. وقد استولت المستعمرة على حوض رقم 6 المسمى 'حوض الظهور' ويشمل قطع أراضي من 1- 22 على التوالي والتي تعود لأهالي قرية برقة. وحتى عام 2005 بلغت مساحة الأراضي المستولى عليها للمستعمرة من القرى المذكورة أعلاه حوالي 1050 دونماً من بينها 157 دونماً منطقة بناء. ووصل عدد المستعمرين فيها إلى 181 حتى موعد الإخلاء في آب2005. وكانت أبنية المستعمرة حجرية مسقوفة بالقرميد، كما أضيفت لها في السنوات الأخيرة ما يزيد على 10 كرفانات (بيوت متنقلة).
بالإضافة إلى ذلك يوجد هناك قرابة 4 آلف دونماً محيطة بالمستعمرة كانت تعتبر منطقة أمنية مغلقة يمنع الفلسطينيين من الوصول إليها أو استغلالها بصفتها كانت محاذية لمستعمرة "حومش" ومطلة عليها في نفس الوقت وذلك لحمايتها، مما حول تلك الأراضي الزراعية إلى أراضي غير مستغلة (بور).
و قبيل عملية الإخلاء، اصدر جيش الاحتلال في21/6/2005م عدداً من الإخطارات تحمل الأرقام التالية( 05/97/(T و (05/98/(T و (05/200/T) و (05/201/T) و المتضمنة مصادرة 2012 دونماً من أراضي قرية برقة بهدف إقامة معسكر لجيش الاحتلال لتأمين الحماية للمستعمرين أثناء عملية الإخلاء حيث كانت المصادرة تتضمن وضع اليد على 474 دونماً في حوض (5) المعروف باسم حوض سرطاسة والباقي من حوضي 21 (العابور) و22 (الهبابير). علماً بأنه تم في عام 2002م مصادرة نحو 1950 دونماً لشق طريق رقم 60 ابتداءً من مفترق مستعمرة " كدوميم" المقامة على أراضي بلدة كفر قدوم حتى الطريق الرئيسي طولكرم – نابلس، وعلى ضوء هذا أصبحت الأراضي المصادرة ضعف الأراضي الواقعة تحت سيطرة مستوطنة "حومش" المخلاة والتي هي أيضا تعتبر منطقة عسكرية مغلقة لا يسمح لأصحابها بدخولها أو استخدامها.
معلومات عامة عن قرية برقة:
الموقع: تقع قرية برقة إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس، وهي في محافظة نابلس، تبلغ مساحتها الإجمالية 18759 دونماً، منها 702 دونماً عبارة عن المخطط الهيكلي المتفق عليه عام 1992م ويشار إلى أن 90% من أراضي برقة هي أراضي طابو، علماً بأنه يوجد 5 آلاف دونماً تقريباً من أراضي القرية تقع تحت مصادرة قوات الاحتلال وتشمل موقع مستعمرة "حومش" المخلاة والأراضي المصادرة بموجب الإخطارات العسكرية.
عدد السكان: بلغ عدد سكانها حتى عام 2005 حوالي 4000 نسمة.
لمعرفة المزيد من اعتداءات مستعمري حومش اضغط على الرابط التالي: