بعد السيطرة على المراعي وتدمير المزروعات ... الاستيطان الرعوي يسيطر على آبار المياه الزراعية في مسافر يطا/ جنوب الخليل | LRC

2024-07-21

بعد السيطرة على المراعي وتدمير المزروعات ... الاستيطان الرعوي يسيطر على آبار المياه الزراعية في مسافر يطا/ جنوب الخليل

تقديم:

ونحن على أعتاب فصل الصيف؛ بدأت تطفو على السطح مشكلة قديمة حديثة، يعاني منها المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية بشكل عام، ومواطنو ومزارعو قرى مسافر يطا جنوب الخليل بشكل خاص، ألا وهي مشكلة شح المياه، أو النقص في كميات المياه المتوفرة سواء للاحتياجات اليومية المنزلية أو للأغراض الزراعية.

 يسلط التقرير التالي الضوء على بقعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي مسافر يطا (حوالي  16 قرية) الى الشرق من البلدة.

فعلى هذه المساحة الشاسعة ( حوالي 40 الف دونم) تنتشر منذ القدم تجمعات سكانية وقرى يقطنها مزارعون فلسطينيون من بلدة يطا (  جنبا، المركز، الحلاوة، الفخيت، التبان، المجاز، اصفي الفوقا، اصفي التحتا، خلة الضبع، بير العد، المفقرة، الطوبا، شعب البطم، الركيز، مغاير العبيد)، ويعتاشون على تربية المواشي وفلاحة أراضيهم والرعي فيها، ويعتمدون على جمع مياه الأمطار في الآبار القديمة والمنتشرة على هذه المساحات الشاسعة، لتلبية احتياجات عوائلهم وسقي مواشيهم، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن هذه البقعة الجغرافية تمتاز بل تحوي الكم الأكبر من رؤوس المواشي في جنوب الضفة الغربية (تقدر بحوالي 14 ألف رأس)، وتعتبر مصدراً أساسياً لمنتجات الألبان المحلية ( البلدية) فضلاً عن مصدر اللحوم الحمراء في السوق الفلسطيني جنوب الضفة الغربية. 

كان المزارعون قبل نحو أربعة عقود يصولون ويجولون في أراضيهم الزراعية ومراعيهم..، إلى أن بدأ الزحف الاستيطاني يتوجه نحو هذه البقعة، فأنشأ الاحتلال عدداً من المستعمرات على تلال المنطقة، وأعلن عن مساحة حوالي ( 35 ألف دونم) في الجهة الشرقية منها ( منطقة إطلاق نار وتدريبات عسكرية – 918)، واستغلها كساحة لتدريب جنوده، ووصل الأمر إلى محاولات التهجير القسري الذي بدأ الاحتلال بتطبيقه نحو ( 11 قرية – حوالي 1500 نسمة) بعد أن صدقت محكمة الاحتلال العليا على قرار أصدره جيش الاحتلال بترحيل سكان هذه القرى من " منطقة إطلاق النار و تدريبات  عسكرية" ورفضت كل الحجج والبراهين التي قدمها المواطنون وتثبت وجودهم قبل إعلان هذه المناطق كمنطقة عسكرية يحظر التواجد فيها. 

المستوطنات الإسرائيلية والاستيطان الرعوي الإحتلالي:

أنشأت سلطات الاحتلال عدداً من المستعمرات الكبرى على أراضي شرق يطا ومسافرها، أبرزها مستعمرات ( كرمئيل، ماعون، متسبي يائير، متسادوت يهودا، سوسيا،أفيجال)، وفي الآونة الأخيرة، وتقريباً في السنوات الأربع الأخيرة أنشأ المستعمرون عدداً من البؤر الاستعمارية الزراعية الرعوية في هذه المناطق، وبدأ " الاستيطان الرعوي" يلقي بظلاله على المنطقة، حيث اختار مستعمرون يعملون في الزراعة وتربية المواشي تلالاً معينة ما بين المستعمرات وأقاموا حظائر ومنشآت زراعية وجلبوا قطعان كبيرة من المواشي الى كل بؤرة، وسيطروا على مساحات شاسعة وسط حماية من جيش الاحتلال ووبالقرب من المستعمرات الكبرى، وبدءوا يمارسون الرعي في هذه الأراضي. 

ويدعي المستعمرون في البؤر الزراعية –الرعوية- بأن الأراضي التي يسيطرون عليها ويقيمون منشآتهم عليها هي أراضي مصنفة "أراضي دولة" أي أن ملكيتها تتبع للإدارة العسكرية الإسرائيلية أو ما يسمى - بالإدارة المدنية-، وأن سلطات الاحتلال المختصة صادرتها من مالكيها وآلت إليها وفق  أوامر عسكرية احتلالية غير قانونية تخدم مصالحها، وبالتالي قامت بمنحها للمستعمرين لممارسة النشاط الاستيطاني الرعوي والزراعي عليها، فترى على تلال جنوب الخليل بؤر فيها بركسات وخيام ومزارع أغنام، وترى أيضا أراضي تم تأهليها وزراعتها بالأشجار وخاصة العنب الذي بات ينتشر في هذه المنطقة. 

ويقدر عدد البؤر الاستعمارية الرعوية – الزراعية المنتشرة في مسافر يطا ( أراضي بلدة يطا الشرقية) حوالي (13 بؤرة) ويقدر عدد المواشي -التي ترعى في أراضي المواطنين-  في هذه البؤر بحوالي (ألف رأس)، يقودها مستعمرون مسلحون وتحت حراسة من جنود الاحتلال المنتشرين على معظم التلال وتحت رقابة ما يسمى " حراس أمن المستعمرات" أيضاً، وباتت هذه القطعان تسيطر على مراعي أغنام المواطنين  وأغلب الاحيان تقوم بمصادرة أغنام المواطنين والاستحواذ عليها عنوة (سرقة بالقوة) والاعتداء  على أصحابها وعلى رعاة الأغنام، كما وتسيطر على آبار المياه المخصصة لرية الأغنام في المنطقة أيضاً.

فيما يلي جدول يوضح البؤر الاستعمارية الرعوية المقامة على أراضي المسافر والتي تم انشائها منذ عام 2020 – 2024:

 

موقع البؤرة 

تاريخ إنشائها

طبيعتها

عدد الوحدات السكنية

عدد المنشآت 

مقامة على مساحة / دونم 

تهدد مساحة / دونم

تابعة لمستعمرة 

ملاحظات                 

 

 

1-

الثعلا

2020

رعوية

3

4

10

1000

ماعون

بؤرة سخارمان

2-

ام زيتونة

2022

رعوية

8

3

6

500

ماعون

بين خار مان وماعون

3-

العطارية

2022

رعوية

2

3

3

100

سوسيا

شرق سوسيا

4-

الشومرة

2022

رعوية

2

4

6

300

كرمئيل

بؤرة شمعون

5-

الطوبا

2023

رعوية

2

3

5

100

ماعون

مشارف الطوبا

6-

مغاير العبيد

2023

رعوية

3

3

3

3

متسبي يائير

مشارف القرية

7-

صارورة

2023

رعوية

3

1

4

100

افيجال

بين المفقرة وصارورة

8-

3-الركيز

2023

رعوية

5

2

2

100

افيجال

 

9-

سمري

2023

رعوية

2

2

2

100

متسادوت يهودا

كلها خيام

10-

هريبة النبي

2023

رعوية

3

2

2

100

متسادوت يهودا

شرق الخربة

11-

بير العد

2023

رعوية

4

6

10

300

متسادوت يهودا

يعقوب داليا

12-

ام الهيمان

2024

رعوية

2

3

5

200

متسبي يائير

في باص ومنشآت أخرى

13-

اللوزة

2024

رعوية

2

2

3

100

متسبي يائير

في منطقة العرقوب

 

المجموع الكلي 

41

38

61

3003

 

 

المصدر: بحث ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الاسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – للسنوات (2020 – حزيران 2024).

السيطرة على مراعي وزروع المواطنين:

منذ السابع من تشرين أول 2023 وبالتزامن مع  بدء العدوان على قطاع غزة، والاغلاقات التي فرضتها سلطات الاحتلال على الضفة الغربية، والأوامر العسكرية التي أصدرتها، كلها صبت في صالح المستعمرين وخاصة أولئك المقيمين في البؤر الزراعية الرعوية، فقد ارتدى المستعمرون الرعاة الزي العسكري وحملوا الأسلحة الطويلة، وباتوا يعربدون على مزيد من الأراضي بعد أن قام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بتسليحهم في خطوة إنشاء ميليشيات إرهابية يستخدمها الاحتلال ضد الفلسطينيين.

ومنذ اندلاع  العدوان والتي تزامنت  مع بدء موسم الحراثة والموسم الزراعي في مسافر يطا، حظر جنود الاحتلال كافة الأعمال الزراعية في محيط المستعمرات " بدواعي أمنية"، كما حُرم الفلسطينيون من الوصول الى حقول الزيتون لقطفها وحتى الاعتناء بها، وقد استغل المستعمرون هذه الاغلاقات وقاموا بفرض مزيد من السيطرة على أراضي المواطنين في مسافر يطا، نوضح بعضاً منها:

  1. منعت سلطات الاحتلال المواطنين من فلاحة أراضيهم القريبة من المستعمرات، ولا يقصد هنا تلك الأراضي الملاصقة لحدود المستعمرة؛ بل تلك الأراضي الخاصة التي تبعد مئات الأمتار عن المستعمرات، وبالتالي تحولت هذه الأراضي مراعي لأغنام المستعمرين، بعد أن نبتت فيها الأعشاب وبقايا الزروع من العام الماضي، وسيطر المستعمرون على كافة هذه الأراضي التي تقدر بآلاف الدونمات.
  2. بخصوص الأراضي الزراعية البعيدة عن المستعمرات والتي لم يشملها الحظر أو منع الفلاحة، وتمكن مالكوها من فلاحتها، قام المستعمرون برعي أغنامهم فيها منذ أن بدأت المزروعات بالإنبات، ودمرت أغنام المستعمرين مساحات شاسعة من هذه الأراضي، ثم تبعوها في مرحلة الحصاد وقاموا برعي أغنامهم في حقول القمح والشعير وحتى أتت مواشيهم على العديد من حقول الزيتون واللوزيات في المنطقة، وألحقت بالمزارعين خسائر باهظة، وأخلّت هذه الممارسات بالموسم الزراعي في مسافر يطا بشكل واضح.
  3. نشر المستعمرون في المنطقة ادعاءات كاذبة تتلخص في "سرقة مواشي منهم"، وهي الذريعة التي بات المستعمرون يسوقونها بأن هناك مواشي قد سُرقت منهم وبالتالي يقومون بمطاردة مواشي المزارعين والإضرار بها، حتى كانوا يلحقون بها الى حظائرها، ويقتحمون الحظائر ليلاً وألحقوا أضراراً بها تمثلت في قتل صغارها او الاجهاض او الإصابات الأخرى أو سرقتها.

ما بعد القضاء على المزروعات:

منذ منتصف شهر أيار 2024، وبالتزامن مع انقضاء الموسم الزراعي في مسافر يطا، الموسم الذي دمره المستعمرون، وحرموا المزارعين منه، وبعد أن أكملوا على الحقول وبقايا  المزروعات، ومع دخول فصل الصيف بقوة هذا العام، بدأ المستعمرون بالسيطرة  وبشكل لافت على مصادر المياه في مسافر يطا.

فمسافر يطا تعاني من شح المياه كغيرها من التجمعات الفلسطينية المنشرة في الضفة الغربية، بسبب  سياسة الاحتلال الثابتة اتجاه المياه الفلسطينية فهي تسيطر على جميع الأحواض الجوفية اضافة الى منع الفلسطينيين من حفر آبار أو حتى وضع خزانات صغيرة لتجميع مياه الأمطار ..!، ولأجل تزويد المستعمرات بالكميات  الكافية من المياه، على حساب المواطنين الفلسطينيين، تقوم سلطات الاحتلال بحرمان المواطنين من الحصص المائية الكافية، وهذا ما يشكل أزمة حقيقية في الأراضي الفلسطينية وخاصة في فصل الصيف.

ويعتمد المزارعون والمواطنون في هذه المناطق على آبار  لجمع مياه الأمطار فيها- كما أسلفنا- لكن المستعمرون فرضوا سيطرتهم على معظم الآبار في هذه المنطقة، ويبدو أن المستعمرين باتوا على دراية بمواقع الآبار في هذه الأراضي، ويسعون للسيطرة عليها أو تدميرها.  

ووفقا لشهادات وافادات مزارعين متضررين في مسافر يطا، فإن سيطرة المستعمرين على المراعي، وبالتالي سيطرتهم على مصدر المياه الوحيد ( الآبار) انعكس سلباً على عدد رؤوس المواشي، وعلى المنتجات الحيوانية وغيرها، فيمايلي بعض من هذه الشهادات:  

سيطرة المستعمرين على آبار المياه:

يقول المزارع يوسف حمدان عليان مخامرة ( 42 عام)، المقيم في منطقة الثعلا لفريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي:

 "بأن المستعمرين سيطروا سيطرة كاملة على 9 آبار في منطقة الثعلا ومحيطها، وتنتشر هذه الآبار على مساحات شاسعة وفي أراضي عوائل ( مخامرة، أبو حميد، أبو طبيخ، شناران، أبو عبيد).

ويضيف:

 " كنت أملك حوالي 200 رأس من الماشية، ومنذ العام الماضي تناقصت العداد الى النصف، اذ يبلغ قطيع مواشي الان حوالي  100 رأس، بفعل مضايقات المستعمرين وسيطرتهم على المراعي، وشح المياه خاصة بعد سيطرتهم على الآبار، وفي ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وصعوبة إيصال المياه الى التجمعات السكانية، اضطررت لبيع نصف القطيع من أجل انقاذ واطعام النصف الباقي".

أما المزارع عز الدين شحادة سلامة مخامرة ( 21 عام) المقيم في قرية " مغاير العبيد" في قلب مسافر يطا، والتي تحيط بها نحو أربع بؤر استعمارية رعوية، أفاد لفريق البحث الميداني لمركز أبحاث الأراضي:

 " قبل نحو عام كان المستعمرون يسيطرون على ثلاث آبار لعائلتنا، وحالياً باتوا يسيطرون سيطرة تامة على 6 آبار، بعد ان سيطروا على ثلاث آبار جديدة، أي أنهم سيطروا على كافة الآبار القريبة من مكان اقامتنا، وقمنا مؤخراً بشراء مياه أحد الآبار البعيدة، ونقوم بأخذ أغنامنا إلى البئر البعيدة، الأمر الذي بات يشكل معضلة حقيقية لنا ولمواشينا، كما اضطررنا لبيع نصف القطيع، بعد أن كنا نملك حوالي 300 رأس، بات القطيع لا يتعدى 150 رأس، وكانت جدتي تملك قطيعاً تعداده 150 رأس، والآن يبلغ عدد القطيع حوالي 90 رأس، والسبب وراء ذلك كله هو سيطرة المستعمرين على المراعي التي باتت شحيحة، وبالتالي سيطرتهم على آبار المياه لسقي مواشيهم، وهذا ما أثر علينا مادياً، وربما نضطر الى بيع القطيع ونصبح بلا عمل أو مواشي في ظل هذه المضايقات". 

رئيس المجلس القروي: المستعمرون سيطروا على حوالي 70 بئر في مسافر يطا:

ويفيد رئيس مجلس قروي مسافر يطا، السيد نضال أبو عرام، بأن المستعمرين يسيطرون على حوالي 74 بئر في مسافر يطا، وتقع نحو (55) بئر منها في أراضي قرى مسافر يطا، كما تقع نحو (15) بئر أخرى في نطاق أمر عسكري أصدره جيش الاحتلال بعدم الوصول اليها بحجة قربها من شارع استعماري تم إنشاؤه مؤخرا في الجهة الشرقية من مسافر يطا.

فيما يلي مواقع الآبار التي تمت السيطرة عليها من قبل المستعمرين المنتشرين في أراضي مسافر يطا:

موقع الآبار المغلقة

العدد

تروي مساحة / دونم

المستعمرة أو البؤرة القريبة من البئر

ملاحظات

مغاير العبيد

3

10

بؤرة رعوية

 

سادة الثعلا

6

3

بؤرة سخار مان

 

خربة الثعلا

3

2

كرمئيل

 

خربة سمري

6

20

متسبي يائير

 

قواويس

2

2

متسبي يائير

 

شعب البطم

2

1

أفيجال

لعائلة الجبارين

بير العد

10

2

متسبي يائير

 

ام الخوص

1

1

متسبي يائير

لعائلة أبو سمرة

التوامين

3

9

متسبي يائير

لعائلة مر

بيار الحبس

3

4

متسادوت يهودا

 

طبقة الجندي

3

3

متسبي يائير

 

بئر العرقان

1

1

افيجال

لعائلة الجبارين

بيار زويري

2

5

متسبي يائير

العدرة+حوشية

ام العرايس

4

6

متسبي يائير

 

قواويس

4

5

أفيجال

لعائلة أبو عرام

الطوبا

2

1

ماعون

 

صارورة

4

4

ماعون

 

شرق الحلاوة

3

1

شارع عسكري

ضمن نطاق امر منع عسكري

الحلاوة

4

2

شارع عسكري

ضمن نطاق امر منع عسكري

المركز

2

3

شارع عسكري

ضمن نطاق امر منع عسكري

جنبا

6

8

شارع عسكري

ضمن نطاق امر منع عسكري

المجموع

74

93

 

 

ويضيف أبو عرام لباحث مركز أبحاث الأراضي:

" لقد أصبح جلياً وظاهراً تناقص أعداد رؤوس المواشي في مسافر يطا بفعل ممارسات المستعمرين العدائية ضد مزارعينا، وبات يتزايد أعداد الرعاة المستعمرين وتقل أعداد الرعاة والمزارعين الفلسطينيين، وأخشى ما أخشاه بأن يصبح الرعاة المستعمرون هم الأكثرية والظاهرة المنتشرة في المنطقة على حساب تراجع أعداد المزارعين الفلسطينيين".

وأشار أبو عرام إلى أن المستعمرين قد أنشأوا خمسة بؤر استعمارية رعوية بعد السابع من أكتوبر 2023 ( اندلاع الحرب على غزة)، وقاموا بتوزيعها على قمم الجبال والتلال، وكل بؤرة تملك قطيعاً من المواشي، وفي بعض البؤر جلبوا عدد من رؤوس الجمال، وبات المستعمرون ينظرون لكل أراضي مسافر يطا، والمناطق الشرقية من بلدة يطا، على أنها  مشاع لهم وقاموا بالسيطرة عليها بالقوة،  وتقوم سلطات الاحتلال بتخصيص مساحات من هذه الأراضي كمراعي لمواشي المستعمرين، وتحظر على المزارعين الفلسطينيين الوصول اليها.

ونوه أبو عرام إلى أن شرطة الاحتلال لا تأخذ بالشكاوى التي يقدمها المواطنون على المستعمرين الذين سيطروا على آبارهم، وفي حال تقدم أحدهم بشكوى على المستعمر، فإن الأخير يدعي بحجة كاذبة كسرقة مواشي له، أو تعرضه لاعتداء، وبالتالي تأخذ الشرطة بادعائه وتقوم بطرد المزارع الفلسطيني عن البئر وإبعاده عن المرعى.

أبو عرام: شبكة المياه لا توفر احتياجات المزارعين:

وأوضح رئيس المجلس القروي بأن شبكة المياه " المتواضعة" والتي تسري فيها المياه بشكل دورات أسبوعية أو شهرية والتي تخدم بعض قرى مسافر يطا، باتت لا توفر احتياج المزارعين والمواطنين من المياه، ونحن الآن في فصل الصيف، ففي السابق كانت هذه الشبكة تعمل كعنصر مساند إلى جانب الآبار التي سيطر عليها  المستعمرون، وبعد سيطرتهم على الآبار سنشهد اقبال وتحول المواطنين نحو شبكة المياه، منوهاً إلى أن هذا العام ربما يشهد ارتفاع في كميات المياه المستهلكة من شبكة المياه مقارنة بالأعوام الماضية؛ وهذا لا يعني أن هناك تزايد في أعداد السكان أو أعداد المواشي، بل نظرا لتحول المواطنين بشكل كامل نحو الشبكة وسيطرة المستعمرين على الآبار وحرمانهم منها. 

مديرية زراعة يطا: بدأ التناقص في الثروة الحيوانية في مسافر يطا:

من جانبه أوضح مدير عام زراعة وبيطرة يطا، الدكتور إياد فرج الله بأن التناقص في أعداد رؤوس  الأغنام قد بدأ منذ نحو اربع سنوات، موضحاً بأن سجلات التطعيم الوقائي قبل العام 2023 كانت تشير إلى نحو ( 14,000) رأس من  الغنم في مسافر يطا، اما السجلات الأخيرة في نهاية العام 2023 فتشير إلى تناقص في العدد بحوالي 2000 رأس .

وعزى فرج الله هذا التناقص إلى المضايقات التي يقوم بها المستعمرون من سيطرة على المراعي وآبار المياه في مسافر يطا.

ختاماً:

في ما سبق حاول التقرير تسليط الضوء على أزمة المياه في مسافر يطا، والأسلوب الجديد الذي استحدثه المستعمرون والاستيطان الرعوي، والمتمثل في القضاء على المراعي والمزروعات في فصل الربيع وموسم الرعي، والحاقه بالاستيلاء والسيطرة على آبار المياه في فصل الصيف في ظل اشتداد أزمة المياه في هذه المناطق، ويأتي ذلك كله في إطار فرض مزيد من السيطرة على الأراضي في مسافر يطا، وإحلال مستعمرين ومزارعين يهود وقطعان أغنام خاصة بهم على حساب المواطنين الفلسطينيين ومصادر رزقهم.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الممارسات لا تنطبق على مسافر يطا فحسب، بل تمت الإشارة الى مسافر يطا كعينة ومادة للتنويه إلى أسلوب المستعمرين، فليس ببعيد عن مسافر يطا، في بلدة السموع قام المستعمرون بالسيطرة على آبار مياه وتخريب عدد منها، والقاء مواد يشتبه بأنها سامة في عدد من الآبار، الأمر الذي استدعى وزارة الصحة الفلسطينية الى الدعوة للتخلص من مياه هذه الآبار وعدم استخدامه.

 كما بدأ هذا الأسلوب ( السيطرة على الآبار) يغزو المناطق الشرقية من بلدة نعيم ومسافرها، وبات المستعمرون يسيطرون حتى على آبار قريبة من الأحياء السكنية في جنوب البلدة، بعد أن فرغوا من رعي زروع المواطنين وحرمانهم من الوصول الى المراعي.


جدير بالذكر بأن استهداف آبار المياه سياسة قديمة جديدة حيث وثق فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي خلال العشر سنوات الماضية هدم 43 مصدراً للمياه فقط من جيش الاحتلال عدا عن اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق آبار وخطوط المياه واغلاق أنابيب المياه وشبكات المياه الواصلة الى تلك التجمعات الفلسطينية ، ويوضح الجدول التالي عدد الآبار وخطوط المياه المدمرة خلال العشر سنوات الماضية (2015- حزيران 2024):


الموقع

عدد الآبار أو خطوط المياه المدمرة / مهدومة

المساحة م3

طول شبكات المياه المدمرة

اصفي

1

50

 

البويب

2

230

 

الدقيقة

3

300

 

الديرات

2

450

 

الطوبا

1

1.5

 

الفخيت

1

85

 

المجاز واصفي

5

0

1500

المركز

3

15

 

المفقرة

1

90

 

أم الخير

4

280

 

أم قصة

1

100

 

أم نير

3

210

 

جنبة

1

70

 

جنبة والمركز

1

0

300

خشم الدرج

1

150

200

خلة الضبع

6

455

100

خلة المية

2

170

100

زيف

1

150

 

عين البيضا

3

4.5

 

ماعين

1

120

 

المجموع 

43

2931

2200


المصدر: بحث ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الاسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي.


الوسوم دراسات