تفاصيل الانتهاك:
أقدمت مجموعة من المستعمرين من البؤر الرعوية المنتشرة في في منطقة العوجا والمناطق المحيطة، فجر يوم الخميس الموافق (12/9/2024)م على إقتحام منطقة عرب المليحات الذين يقطنون شمال مدينة أريحا تحديداً في منطقة العوجا، وأقدموا على رش مواد سامة في المراعي التي يتم استغلالها من قبل المزارعين والسكان البدو القاطنين في المنطقة، وهذا انعكس بشكل سلبي على المناطق الرعوية هناك وعلى ارتفاع سمية الأعشاب فيها.
يشار الى أن المواد السامة أدت الى تسمم ونفوق 82 رأساً من الأغنام والتي كانت ترتاد المراعي في ذلك اليوم، وتعود في ملكية المواشي الى الأخوة : محمد علي المليحات، فرحات علي مليحات وأحمد علي مليحات، حيث أدى ذلك الى خسائر كبيرة لهم، علماً بأنهم يعيلون أسر مكونة من (16) فرداً من بينهم (7) إناث و(6) أطفال ضمن تلك العائلات.
تظهر جانب من الأغنام التي نفقت
وقد أفاد المواطن فرحات علي مليحات لباحث مركز أبحاث الأراضي:
" نخن نعاني بشكل كبير من مضايقات المستعمرين لنا، وقبل أسبوع تم اعتقالنا من قبل جيش الاحتلال بعد أن قام المستعمرون بالاعتداء علينا في المراعي، وقبلها قام المستعمرون بتسييج مساحات كبيرة من الأراضي، وما زلنا نعاني ولا يوجد لدينا أي مصدر دخل آخر سوى تربية الأغنام فقط، حيث نعيل أسرنا من منتوجات ومدخولات الأغنام، وما حصل من اعتداء كبدنا خسارة كبيرة ، ولا نقدر الآن على تعويض تلك الخسارة أو حتى استغلال المراعي مجدداً، في ظل احتدام الصراع على الأرض، وقد أصبح وجودنا هنا محفوف بالمخاطر".
يذكر ان تقرير دائرة البيطرة في مدينة أريحا أشار إلى استخدام المستعمرين مواد سامة ورشها على الأعشاب والتي تسبب تسمم معوي كبير وبالتالي نفوقها.
يذكر أن تجمع عرب المليحات يعتبر من التجمعات التي بقيت في المنطقة رغم الاخطار الكبيرة والتهديدات من قبل المستعمرين لهم، حيث يسيطر المستعمرون على معظم المراعي هناك، ويقوم جيش الاحتلال بمطاردة السكان بشكل يومي.
التجمع البدوي عرب المليحات:
يقع تجمع عرب المليحات جنوب شرق قرية العوجا، وينحدرون إلى عائلة ( الكعابنة) وعائلة (المليحات) حيث هاجروا من منطقة بئر السبع جنوب فلسطين التاريخية عام 1948م واستقروا في مناطق جنوب الخليل. ولكن ظروف الحياة القاسية وكنتيجة لقلة المراعي والمياه، انتقل قسم كبير منهم للسكن في منطقة المعرجات ومنطقة مخماس شمال القدس المحتلة، والسواد الأعظم منهم استقر في جنوب شرق قرية العوجا.
ويقطن في منطقة العوجا ما يقارب من 70 عائلة من عرب المليحات بحسب ما أفاد به شيخ التجمع البدوي، حيث يعيشون حياة بدائية تفتقر لأدنى مقومات الاستقرار من ماء و كهرباء أو حتى بنية تحتية، و يعتبر الصفيح و الخيش مادة يصنعون بها بيوت لهم، و تعتبر صهاريج المياه وسيلة لنقل المياه لهم.
تسميم المراعي أحد أشكال الاعتداءات الاحتلالية على البيئة الفلسطينية:
إن الاحتلال الإسرائيلي ومستعمريه يستمرون في سياستهم القديمة الجديدة باستهداف المراعي والثروة الحيوانية، حيث استخدم عدة وسائل في محاربة قطاع الثروة الحيوانية الفلسطينية منها: سرقة للأغنام، وإطلاق النار والدهس والقتل للرعاة ومواشيهم، إضافة الى هدم وتهديد البركسات التي تأوي الأغنام أو مخازن حفظ طعام الماشية ... وأيضاً أصبحت تعاني المواشي من حالة عطش شديد بفعل منع الاحتلال الرعاة من الوصول الى مصادر المياه، حيث يفرض قيوداً مشددة من الوصول الى المراعي إضافة الى منع الوصول الى آبار المياه ومنع حفرها ومصادرة حتى الصهاريج الصغيرة، واتلاف خطوط المياه وتخريبها، كما أنه يسمم آبار المياه، ويستولي على الينابيع ... إلى أن وصل الحد اليوم بتسميم المراعي ورشها بالسموم والمواد الكيميائية الأمر الذي تسبب بضرر كبير في التنوع الحيوي إضافة الى نفوق الأغنام والحيوانات التي تأكل من تلك المراعي المسمومة، كما ان الأرض والتربة أصبحت غير صالحة للزراعة مما يهدد ويسبب بتدهور البيئة الفلسطينية، إضافة إلى ضرب الثروة الحيوانية بكاملها، حيث بات على وشك الانهيار التام بفعل إجراءات الاحتلال والمستعمرين كل ذلك يصب في نهاية المطاف الى تنفيذ سياسة التهجير القسري للتجمعات البدوية والريفية الفلسطينية وجعلها فارغة من الفلسطينيين، وفي المقابل لتصبح مخزوناً استعمارياً لصالح بناء المستعمرات والبؤر الرعوية!. نتيجة تسميم الآبار أو الاستيلاء عليها وعلى الينابيع، ومنع الرعاة من الوصول اليها.
مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - FCDO
Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.
إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين