تفاصيل الانتهاك:
أقدمت مجموعة من المستعمرين عصر يوم الاثنين الموافق (14/10/2024)م على استهداف قطعة أرض زراعية مشجرة بالزيتون واللوزيات في منطقة " النبوح" الواقعة الى الشرق من بلدة قصرة في محافظة نابلس.
يشار الى أن مجموعة من المستعمرين، قاموا مع ساعات العصر بالتزامن مع موسم الزيتون الحالي، باستهداف قطعة أرض تبلغ مساحتها دونم واحد ونصف، حيث قام المستعمرون وعبر أدوات حادة كانت معهم بقص وتخريب أغصان 20 شجرة مثمرة بعمر 20 عاماً، منها ( 12شجرة زيتون مثمرة، 6 أشجار لوزيات، 2 أشجار تين)، وذلك من أرض المزارع ثائر عادل عبد الحميد حسن من سكان بلدة قصرة، والمعيل لأسرة مكونة من (11) فرداً من بينهم (6) إناث وهناك (4) أطفال ضمن العائلة.
وقد أفاد المزارع المتضرر بالقول:
" أثناء ذهابي الى الأرض برفقة أخوتي وأقاربي لجني ثمار الزيتون، تفاجئت بقيام المستعمرين، بقيامهم بتنفيذ أعمال تخريبية طالت قص وتخريب 20 شجرة من أرضي عبر قص الاغصان وإتلاف الأشجار بشكل كبير وكلي، وبشكل متعمد علماً بأن أرضي تقع على مسافة 400متر من البؤرة الاستعمارية " يش كودش"، ولقد تعرضت أرضي الى عدد كبير من الاعتداءات في السابق، حيث حاول المستعمرون إضرام النيران في أرضي وإلحاق أضرار جسيمة بها، وسبق في العام 2016م قيام مجموعة من المستعمرين بالاعتداء علي جسدياً...
يشار الى ان بلدة قصرة ، تعتبر من أكثر المناطق التي تتعرض الى اعتداءات من قبل المستعمرين، على مدار سنوات طويلة، حيث انه فعلياً يوجد على أراضي البلدة ثلاث بؤر استعمارية، تساهم في مجملها في تنفيذ أعمال تخريب وحرق للممتلكات الزراعية، بالتزامن مع تدمير البنى الزراعية التحتية، من خلال إغلاق الطرق الزراعية في البلدة.
يشار الى أن طاقم البحث الميداني على مدار سنوات طويلة، وثق عدد كبير من الانتهاكات التي ينفذها الاحتلال الاسرائيلي، من خلال تقطيع الاشجار و تدمير القطاع الزراعي برمته.
نبذة عن بلدة قصرة:[1]
تقع بلدة قصرة على بعد 23كم من الجهة الجنوبية من مدينة نابلس، ويحدها من الشمال قرية جوريش، ومن الغرب قرية تلفيت، ومن الشرق قرية مجدل بني فضل، ومن الجنوب تحاصرها مستعمرة “متسبيه راحيل”.
يبلغ عدد سكانها 5418 نسمة حتى عام 2017م، وتبلغ مساحتها الإجمالية 8886 دونم، منها 775 دونم عبارة عن مسطح بناء للبلدة.
هذا وصادر الاحتلال من أراضيها ما مساحته 223 دونم، وفيما يلي التوضيح:
[1] المصدر: مركز ابحاث الاراضي
موسم قطف الزيتون محفوف بالمخاطر:
في الحقيقة أن الأمور لا تتمحور حول موضوع الأمن لمنح المزارعين تصاريح تخولهم الدخول الى أراضيهم في موسم القطاف بقدر نية الاحتلال والمستعمرين المبيّتة لجعل تلك الأراضي مرتعاً لهم ولعربدتهم من قطع وحرق وتسميم ورعي جائر بها انتهاءً بسرقة الثمار الذي انتظره المزارع الفلسطيني لعام كامل فهو مصدر دخل له ويوفر الزيت والزيتون لأهل بيته وأسرته الممتدة.
فالانتهاك الذي تعرض له المزارع ثائر حسن سبق وأن تكرر وبنفس الآلية لعدد كبير من المزارعين القريبة أراضيهم من المستعمرات أو الطرق الالتفافية أو الجدار العنصري...الخ.
هذا ويستهدف الاحتلال حقول الزيتون القريبة من المستعمرات وكل ما يخدمها من طرق التفافية وجدار الضم والتوسع العنصري أو أبراج مراقبة أو معسكرات للجيش، فخلال موسم القطاف الجاري وثق فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي حتى تاريخ إعداد التقرير – الاعتداء على 7245 شجرة زيتون معظمها من الأشجار المعمّرة 65 % منها أعدمت بالكامل، كذلك سرق المستعمرون أكثر من 16,530 كغم من الزيتون – إما قطفها من الشجرة مباشرة أو سرقتها من المزارعين بعد القطف بعد الاعتداء عليهم بالضرب وترهيبهم بالسلاح-.
التعليق القانوني:
إن البيئة الفلسطينية عامةً تتعرض لانتهاكات بيئية عديدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية والوطنية المتعلقة بحماية الحقوق البيئية، وإن الحق بالعيش في بيئة نظيفة وسليمة هو حق لصيق بالإنسان منذ الخليقة. ودائماً ما يحاول الاحتلال الظهور بمظهر الحريص على الشؤون الدولية البيئية على الرغم من توقيعها على اتفاقيات كبرى لحماية البيئة أبرزها اتفاقية بازل عام1989م واتفاقية روتردام عام2008م واتفاقية ستوكهولم2001م واتفاقية رامسار عام 1971م، وكذلك مواثيق جودة الهواء والمناخ ورغم ذلك تقوم بانتهاك جميع هذه المعاهدات دون محاسبة أو مراقبة.
بالإضافة إلى النصوص الخاصة بحق التمتع ببيئة نظيفة وسليمة لكل من يقع تحت الاحتلال العسكري بحسب القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، كالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 2200 ألف (د-21) المؤرخ في 16 كانون الأول / ديسمبر 1966 في المادة (1) البند (2): "...لجميع الشعوب، سعياً وراء أهدافها الخاصة، التصرف الحر بثرواتها ومواردها الطبيعية دونما إخلال بأية التزامات منبثقة عن مقتضيات التعاون الاقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة وعن القانون الدولي. ولا يجوز في أية حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة...".
ومما لا شك فيه أن الاعتداءات التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي تخالف قوانين "دولة الاحتلال" قبل غيرها من القوانين، وبالرجوع إلى تفاصيل هذه الحالة نجد أن قانون العقوبات الإسرائيلي لعام 1977م وتعديلاته قد نص على أن التعدي على ممتلكات الغير لارتكاب جريمة فعل معاقب عليه بالقانون، حيث نصت المادة 447 على أنه:" من فعل أي من ذلك بقصد ترهيب مالك عقار أو إهانته أو مضايقته أو ارتكاب جريمة، عقوبته السجن سنتين:
(1) يدخل أو يعبر العقار؛ (2) بعد دخوله العقار بشكل قانوني، بقي هناك بشكل غير قانوني.
(ب) تُرتكب جريمة بموجب هذا القسم عندما يحمل الجاني سلاحًا ناريًا أو سلاحًا باردًا، عقوبته هي السجن أربع سنوات".
وبقراءة نص هذه المادة نجد بأن قانون العقوبات الإسرائيلي جرم مجرد دخول أي شخص بدون وجه حق إلى عقار ليس بعقاره بهدف الإهانة أو المضايقة أو الترهيب ويعاقب على ذلك الفعل سنتين، وتتضاعف العقوبة عندما يدخل المعتدي ويرتكب جريمة في عقار غيره باستخدام سلاح أو أداة حادة أو حتى أي اعتداء آخر مثل استخدام الأرض كملكية له والعمل بها كيفما شاء وهذا ما تم تجريمه صراحةً في نص المادة المذكورة من قانون العقوبات الإسرائيلي آنف الذكر
وعليه فإن المعتدي الإسرائيلي بقطعه للأشجار أحدث تلوث بيئي صارخ في المكان يخالف فيها دون أي وجه حق ما جاء في القوانين والمعاهدات الدولية، وما جاء أيضاً في قوانين "دولته" الداخلية مخالفةً صريحة، وعليه لا بد على "القضاء الإسرائيلي" محاسبة ومعاقبة المستعمرين على هذه الأفعال بموجب نصوص قوانينهم وما جاء فيها. إلا أنه لا يوجد أي مسائلة قانونية للمعتدي من قبل القضاء الإسرائيلي.ولكن هذا لا ينفي حق أي إنسان على هذه الأرض أن يعيش في بيئة نظيفة وسليمة وآمنة من أي انتهاك واعتداء ضدها.
Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.
إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين
الصور المرفقة آثار اعتداء مستعمري "يش كودش" على أشجار زيتون قصرة - نابلس