تفاصيل الانتهاك:
بالتزامن مع موسم الزيتون الحالي 2024م، صعّد المستعمرون من وتيرة الاعتداءات التي استهدفت بشكل مباشر أشجار الزيتون، وذلك بهدف إلحاق الضرر بالمزارعين، وثنيهم عن التواجد في أراضيهم وخدمتها والاستفادة من هذا الموسم.
يشار الى ان مستعمرة " عيلي" تعتبر من أكثر المستعمرات التي تسببت بإلحاق الضرر بمزارعي الزيتون، حيث تعَمّد المستعمرون على ضخ مياه الصرف الصحي المنبثقة من مستعمرة "عيلي" باتجاه حقول الزيتون في المنطقة الواقعة الى الجنوب من قرية قريوت، حيث أدى ذلك الى إغراق 14 شجرة زيتون بالمياه العادمة، ومن ثم تلفها وعدم صلاحيتها بالكامل.
وتعود ملكية الأشجار المتضررة الى المزارع محمود سمارة حسن كساب من قرية قريوت، والذي يعيل أسرة مكونة من (4) أفراد من بينهم (2) إناث، جميعهم بالغين.
وقد أفاد المزارع المتضرر لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
" امتلك قطعة أرض مشجرة بالزيتون، تبلغ مساحتها أربعة دونمات، حيث أنني على مدار السنوات الماضية كنت أجني منها ثمار الزيتون وكانت تنتج ما لا يقل عن 8 تنكات زيت زيتون، علماً بأن الأرض هي قريبة بمسافة 400مترا عن مستعمرة "عيلي" المقامة عنوةً على اراضي القرية، وقبل ثلاثة أعوام حصلت على قرار من محكمة الاحتلال العليا بحقي في الأرض، وتضمن هذا القرار الذي تبنته مؤسسة "يش دين " بمنع تسريب المياه باتجاه أرضي، ولكن على أرض الواقع وبعد ثلاثة أعوام يعود المستعمرون مرة أخرى الى ضخ المياه العادمة، واتلاف الأشجار بشكل كبير، حيث يوجد 14 شجرة زيتون بعمر 30 عاماً لا أستيطع الوصول إليها أو حتى جني ثمار الزيتون عنها".
يشار الى أن مستعمرة " عيلي" الجاثمة على أراضي قرية قريوت، كانت وما زالت المتسبب الرئيسي لمعاناة المزارعين هناك، حيث على مدار السنوات الخمسة الماضية على سبيل المثال لا للحصر، تم رصد عدد كبير من الانتهاكات من قبل فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي قيام المستعمرين بحرق أراضي زراعية أو حتى تخريب ممتلكات زراعية واتلاف الأشجار بهدف النيل من عزيمة المزارعين في المنطقة.
ضخ المياه الملوثة باتجاه الأراضي الزراعية انتهاكاً صارخاً بحق البيئة:
إن هذا الانتهاك لم يأت بمحض الصدفة بل يسعى المستعمرون ضمن خطة ممنهجة وبحماية جيش الاحتلال الى إفشال موسم قطف الزيتون الحالي 2024، كما فعلوا في العام 2023 حيث منعت قوات الاحتلال وصول المزارعين إلى أراضيهم التي قدرات بآلاف الدونمات الزراعية، واليوم أصدر قائد قوات جيش الاحتلال في 15 تشرين أول 2024 نحو 20 أمراً بشأن إغلاق منطقة في محافظة نابلس لوحدها استهدفت منع الدخول والمكوث لـ 13,600 دونم[1]، والخاصة بموسم الزيتون 2024، مما يعني خسارة الموسم وعدم الاسفادة منه.
يأتي إصدار هذه الأوامر بالتزامن مع اعتداءات وعربدة المستعمرين المتكررة على قاطفي الزيتون أثناء قطفهم الثمار والاعتداء على ممتلكاتهم من حرق وتخريب وسرقة ووصل الأمر الى سرقة المحصول أيضاً.
إضافة الى ما ذكر فقد استخدم المستعمرون أسلوباً آخراً من الانتهاكات بحق الزيتون الفلسطيني وهو ضخ المياه الملوثة باتجاه الأراضي الزراعية غير آبه بحجم الضرر الذي تُحدثه تلك المياه الملوثة فهي تُلحق ضرراً كبيراً بالمزروعات والتربة، كما تلحق ضرراً بيئياً، وضرراً اقتصادياً بالمزارعين، وتشكلت المياه في قرية قريوت ما يشبه البرك وأتت على أشجار الزيتون، الأمر الذي لوث سيقان الأشجار، وكذلك التربة، كما يواجه المزارع صعوبات في الوصول إلى أرضه، والتحرك أو التنقل فيها بسبب المياه الملوثة المنتشرة، حيث يصعب عليه قطف الثمار، وعليه فإن موسم القطاف سيفشل هذا العام وسيخسر المزارع كساب محصوله الذي انتظره طيلة العام.
بالإضافة إلى ما تقوم به المياه الملوثة من تخريب للأشجار، فقد تركت ضرراً بيئيا في المكان، حيث تنتشر الروائح الكريهة المنبعثة من المياه ومن التربة التي تمتصها، وكذلك تنتشر الحشرات والبعوض والذباب في المكان.
وبحسب قسم مراقبة الانتهاكات الاسرائيلية في مركز أبحاث الأراضي فإن هناك 195 دونماً متضررة بشكل سنوي من المياه الملوثة التي تضخهما المستعمرات الإسرائيلية: ( عيلي، ألون موريه، ايتمار، شافي شمرون، شيلو، شيفوت راحيل، عادي عاد، جفعات رونين، وبراخا)، وتسبب بضرر مستمر لـ 1090 شجرة منها 800 شجرة زيتون.
تعريف بقرية قريوت:[2]
تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس على بعد 20كم، تبلغ مساحة أراضيها 8,471 دونماً منها 312 دونماً مساحة مسطح البناء، وبلغ عدد سكان القرية 2,321 نسمة، وصادر الاحتلال الإسرائيلي منها 1332 دونماً لصالح المستعمرات التالية:
مستعمرة شيلو: صادرت من أراضي قرية قريوت نحو 779 دونماً، وبلغ مسطح البناء لها 1347 دونماً، وتأسست عام 1978.
مستعمرة عيلي: صادرت من أراضي قرية قريوت نحو 553 دونماً، وبلغ مسطح البناء لها 3,360 دونماً، وتأسست عام 1984.
[1] وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي استناداً للأوامر العسكرية الصادرة في 15 تشرين أول 2024.
[2] المصدر: مركز ابحاث الاراضي.
Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.
إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين
الصور توضح إغراق الأراضي المزروعة بالزيتون في قرية قريوت بالمياه الملوثة التي ضختها مستعمرة "عيلي" - نابلس