تفاصيل الانتهاك:
شهد تجمع بدو المليحات، الواقع في منطقة المعرجات، فجر يوم الجمعة الموافق (31/1/2025)، قيام مجموعة من المستعمرين، يُعتقد أنهم قدموا من إحدى البؤر الرعوية التي باتت تنتشر في المنطقة، بإحراق مسجد تجمع عرب المليحات الواقع على أطراف التجمع، حيث قام المستعمرون بكسر زجاج المسجد وإلقاء مواد سريعة الاشتعال داخله، مما أدى إلى احتراقه بالكامل.
الصورة أعلاه اثار احراق المسجد
يشار إلى أن المسجد المستهدف (مسجد أبو عبيدة عامر بن الجراح) هو الوحيد في ذلك التجمع البدوي، وتبلغ مساحته 36م²، وهو مبني ومسقوف من الصفيح، وما قام به المستعمرون يدل على الحقد الدفين الذي يحملونه.
يُذكر أنه، وبحسب المتابعة الميدانية المباشرة، فقد قام الاحتلال الإسرائيلي في عام 2021 بهدم المسجد بحجة البناء دون ترخيص، حيث أُعيد بنائه من قِبل سكان التجمع، لكنه بات اليوم هدفًا للمستعمرين.
آثار هدم المسجد عام 2021
الشيخ صالح محمود المليحات، وهو أحد سكان التجمع البدوي، أفاد بالقول:
"إن ما جرى للمسجد كان متوقعاً وليس وليد الصدفة، حيث إن التجمع بالكامل هو هدف للمستعمرين، فقبل عدة أشهر، جرت سرقة أغنام من وسط التجمع من قبل المستعمرين، تبع ذلك قيامهم بمهاجمة التجمع على عدة فترات، والتنكيل بالسكان، وأيضًا إغلاق المراعي بالكامل، مما انعكس على الوضع المعيشي للسكان بسبب المضايقات المستمرة، ناهيك عن عمليات الهدم التي ينفذها الاحتلال للبيوت والخيام في نفس التجمع."
تجمع عرب المليحات في سطور:
يشار إلى أن تجمع عرب المليحات يقع غرب مدينة أريحا، وينحدر سكانه من عائلة الكعابنة، حيث هاجروا من منطقة بئر السبع جنوب فلسطين التاريخية عام 1948، واستقروا في مناطق جنوب الخليل، ولكن نتيجة لظروف الحياة القاسية، وقلة المراعي والمياه، انتقل قسم كبير منهم للسكن في منطقة المعرجات ومنطقة مخماس شمال القدس المحتلة، بينما استقر السواد الأعظم منهم في جنوب شرق قرية العوجا.
ويقطن في منطقة العوجا وغرب أريحا ما يقارب 70 عائلة من عرب المليحات، بحسب ما أفاد به شيخ التجمع البدوي. ويعيشون حياة بدائية تفتقر لأدنى مقومات الاستقرار من ماء وكهرباء أو حتى بنية تحتية، حيث يعتمدون على الصفيح والخيش في بناء بيوتهم، كما يعتمدون على صهاريج المياه لنقل المياه لهم.