الإنتهاك: أمر عسكري باقتلاع أشجار.

تاريخ الانتهاك: 18/06/2025.

الموقع: خربة الطيبة – بلدة ترقوميا/ محافظة الخليل.

الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الجهة المتضررة: مزارعون من عائلة جعافرة.

التفاصيل:

أصدر ما يسمى بقائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، أمراً عسكرياً يقضي باقتلاع أشجار الزيتون والصنوبر من أراضي مزارعين في بلدة ترقوميا، بحجة وصفها " بـ" الأمنية".

فقد تسلم مزارعون من بلدة ترقوميا، مطلع شهر تموز 2025، أمراً عسكريا خطياً، صادر عن قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وموقع بتاريخ ( 18/6/2025)، ومرفق فيه خريطة طبوغرافية وصورة جوية، توضح موقع الأراضي المستهدفة.

ويحمل الأمر العسكري الرقم ( 14/25)، وجاء بعنوان " تعليمات بشأن اتخاذ وسائل أمنية"، طالب فيه جيش الاحتلال بـِ " اتخاذ وسائل أمنية بواسطة اقتلاع النباتات ونقل أشجار الزيتون والصنوبر إلى مكان بديل" – وفق الأمر.

وأشار الأمر العسكري إلى موقع الأراضي المستهدفة، فهي تقع في الحوض الطبيعي رقم (8) بموقع شعب القيقب، ومرحان بير النجد، أذ تقع هذه الأراضي في خربة الطيبة الزراعية شرق بلدة ترقوميا.

ويستهدف الأمر أراضٍ مساحتها ( 12,320م²)، وهي أراضي ذات ملكيات خاصة، مزروعة بأشجار الزيتون والعنب والصنوبر وبعض أشجار العنب.

وفي تحليل الأمر العسكري، فإن هذه الأراضي تقع بجوار مستعمرة " أدورا" المقامة على أراض مصادرة لبلدتي دورا وترقوميا، وتبعد عن الشارع الالتفافي ( طريق 35) الذي يمر في المنطقة، بحوالي ( 120 مترا).

وإلى الشرق من الأراضي المستهدفة، أقام المستعمرون مطلع العام الحالي بؤرة استعمارية جديدة (شرق مستعمرة أدورا" وتبعد البؤرة عن المستعمرة والأراضي المستهدفة حوالي ( 350 متراً).

ويتضح من مطالبات الاحتلال بإقتلاع الأشجار من الموقع المستهدف، بأنه يأتي خدمة للمستعمرة والبؤرة، فلربما تشكل هذه الأشجار حاجزاً أو عائقاً للتواصل ما بين البؤرة والمستعمرة من جهة، والشارع الالتفافي من جهة أخرى بحسب وجهة نظرهم؛ لكنها في الحقيقة تعد هوية تاريخية لدى أصحابها حيث أن أعمار الأشجار المستهدفة تبلغ  نحو 45 عاماً، ومزروعة في هذه الأراضي قبيل إقامة الشارع والالتفافي والمستعمرة تقريباً.

وتعود ملكية الأراضي التي يستهدفها الاحتلال لمزارعين من عائلة جعافرة من بلدة ترقوميا، التي تُعد أبرز مالكي الأراضي في خربة الطيبة.

وأفاد المزارع المتضرر واحد مالكي الأراضي المستهدفة، عبدالقادر يحيى إبراهيم جعافرة( 64 عاماً) بالتالي:

" كنت أقيم مع أخواني –كبار السن- وبعض أقاربي في خربة الطيبة منذ عشرات السنين، ونعمل في أرضنا ونعتاش منها، لكن سلطات الاحتلال، قامت بهدم مساكننا في الخربة، ثم توالت اعتداءات المستعمرين علينا وعلى أراضينا، حاولنا البقاء في أرضنا والثبات فيها، لكن المستعمرين عملوا على تهجيرنا قسراً عنها، وأقاموا بؤرة استعمارية على أراضينا ومكان سكنانا، واستولت البؤرة على كافة أراضينا في الخربة، وفي مطلع شهر تموز 2025 تلقينا أمر عسكري من جيش الاحتلال يطالب باقتلاع الأشجار المعمرة في أرضنا، وهذه الأشجار مزروعة قبل أن تقام المستعمرة على أراضينا، وقبل العمل على إنشاء الالتفافي المار من الموقع".

وأشار الأمر العسكري إلى أسماه ( نقل الأشجار المستهدفة)، أي بإقتلاع الأشجار من مكانها إلى مكانها آخر، وفي تعليقه على هذا النص، أفاد المزارع جعافرة:

" بصفتي مزارعا منذ عشرت السنين، فمن الصعب جداً اقتلاع ونقل هذه الأشجار من مكانها، ولن نقوم بذلك، ولن نقتلع أشجارنا من أراضينا، وما أشار إليه الأمر العسكري بنقل هذه الأشجار فأنها ستموت وخاصة الصنوبر، وفي حال نقل أشجار الزيتون إلى مكان بديل، فهي بحاجة لقص كافة الجذوع والأغصان، والإبقاء على الساق فقط، وتكون معرضة للموت أيضا، فضلاً عن تجريد الشجرة من كافة فروعها وإعادتها عشرات السنين إلى الوراء".

ونوه جعافرة إلى أن ممارسات المستعمرين وسلطات الإحتلال حرمتهم منذ عامين من الوصول إلى هذه الأراضي والأراضي الشرقية بعد إقامة البؤرة عليها، وها هي اليوم تتم إعتداءتها وتطالب بإقتلاع أشجارهم من أراضيهم. 

البؤر الإستعمارية على أراضي خربة الطيبة: 

كما هو معروف، بعد إندلاع الحرب على غزة ( 7 أكتوبر 2023)، فإن أعمال الاستيطان وبناء المستعمرات وخاصة البؤر الاستعمارية قد تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ، وكان لخربة الطيبة نصيبها من هذه البؤرة.

فالبؤرة الأولى أقيمت على أراضي عائلة جعافرة، بعد أن قام الاحتلال بهدم مساكنهم بحجة بناءها دون ترخيص، وبالتالي تعرضوا لاعتداءات متكررة من المستعمرين، ومن مستعمرتي " تيلم" و" أدورا" ما اضطر المواطنون إلى الرحيل عنها قسراً، وبالتالي أقام المستعمرون بؤرتهم على أنقاض مساكن المواطنون في الخربة.

وتقع هذه البؤرة على بُعد حوالي ( 350 متراً) إلى الشرق من مستعمرة " أدورا" وتتألف من حوالي (15 مسكن) من فئة المساكن المتنقلة، وهي مصنفة من ضمن البؤر السكنية  - حتى تاريخ إعداد التقرير-.

أما البؤرة الأخرى فتقع في منطقة " قنان سعيد"، و في الطرف الشمالي الشرقي من مستعمرة أدورا، وتبعد عنها حوالي ( 120متراً) وتطل على الأراضي المستهدفة بالأمر العسكري( إزالة الأشجار).

وقد تم رصد هذه البؤرة في شهر أيار 2025، وتتألف من مسكن متنقل ومنشأة من المعدن، ويُعتقد بأنها ذات طابع صناعي أو عبارة عن ورشة للمستعمرين. 

جدير بالذكر بأن هذا الأمر هو الأول الذي تم توثيقه في محافظة الخليل بينما صدر عدداً مثله في محافظات شمال الضفة الغربية، حيث سبق هذا الأمر عدة أوامر إما ( أمر بشأن وضع اليد على أراضي فوري ومستعجل) أو (أمر بشأن تعليمات أمن - تعليمات بشأن اتخاذ وسائل أمنية / فوري ومستعجل) ، وذلك تستهدف تلك الأوامر الأراضي المزروعة بالأشجار القريبة إما على طريق التفافي / استعماري أو مستعمرة، وفيما يلي أبرز ما وثقه فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي  خلال النصف الأول من عام 2025:

مصادرة الأرض مخالف للقوانين الدولية :

إن ما يقوم به المستعمرون في الأراضي الفلسطينية المحتلة من مصادرة أراضي الفلسطينيين وإنشاء بؤر أو توسيع المستعمرات عليها يعتبر انتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني وأراضيه وانتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية، وفيما يلي أهم النصوص الواردة في القوانين والمعاهدات الدولية التي تمنع المساس بالحقوق والأملاك المدنية والعامة في البلاد المحتلة وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة:

اتفاقية لاهاي/ 1907:-

• المادة 46: الدولة المحتلة لا يجوز لها أن تصادر الأملاك الخاصة.
• المادة 55: الدولة المحتلة تعتبر بمثابة مدير للأراضي في البلد المحتل، وعليها أن تعامل ممتلكات البلد معاملة الأملاك الخاصة.

معاهدة جنيف الرابعة/ 1949

• المادة 49: لا يحق لسلطة الاحتلال نقل مواطنيها إلى الأراضي التي احتلتها، أو القيام بأي إجراء يؤدي إلى التغيير الديمغرافي فيها.
• المادة 53: لا يحق لقوات الاحتلال تدمير الملكية الشخصية الفردية أو الجماعية أو ملكية الأفراد أو الدولة أو التابعة لأي سلطة في البلد المحتل.
• المادة 147: ان تدمير واغتصاب الممتلكات علي نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلي نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية هو مخافة جسيمة.