أقدمت مجموعة من المستعمرين خلال شهر حزيران 2025، على زراعة حوالي 45 دونماً من أراضي بلدة قصرة بالمزروعات الحقلية وأشجار العنب، وذلك بعد الاستيلاء عليها وإقامة بؤرتين استيطانيتين في المنطقة ففي كانون ثاني 2025 تم انشاء بؤرة استعمارية ، وأيضاً في شباط 2025 تم شق طريق استعماري لربطها ببؤرة استعمارية جديدة. ويُشار إلى أن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها تُصنّف "أراضي دولة" بحسب تصنيف الاحتلال، وهو ما استغله المستعمرون لإقامة تلك المزارع على حساب الأراضي الزراعية الفلسطينية، وعلى حساب المزارع الفلسطيني تحديداً.
ويأتي هذا النشاط الاستيطاني بالتزامن مع منع المزارعين في بلدة قصرة من استغلال أراضيهم أو حتى زراعتها والاستفادة منها، حيث أقدم المستعمرون يوم الأربعاء الموافق 2/7/2025 على هدم سناسل حجرية بطول 25 متراً في أرض المزارع محمد يوسف الوادي، الواقعة على بُعد 300 متر فقط من الموقع الذي تتم فيه زراعة الأرض من قبل المستعمرين، علماً بأن مساحة أرض المزارع الفعلية تبلغ دونماً ونصف.
ما يجري هو استيلاء كامل على الأراضي الواقعة إلى الشرق من بلدة قصرة، ويُضاف إليه فرض سياسة استيطانية تهدف إلى إرغام المزارعين على ترك أراضيهم تحت تهديد السلاح.
الصورة أعلاه توضح تجريف جزئي للسناسل الحجرية
من جهته، أفاد المزارع المتضرر عبد العظيم الوادي للباحث الميداني بالقول:
"ما حصل يهدف إلى توسعة رقعة الأراضي التي بات يسيطر عليها المستعمرون بشكل أو بآخر، لدرجة أن هناك ما لا يقل عن 90 دونماً تُصنّف كأراضي دولة باتت فعلياً بقبضتهم، ويقومون بزراعتها بشكل تدريجي يوماً بعد يوم، بل إن المستعمرين قاموا بإغلاق الطرق الزراعية الفلسطينية في منطقتي 'قطاع اكامل' و'المغربات'، وفرضوا منعاً كاملاً على المزارعين من الوصول إلى تلك الأراضي".
وأضاف الوادي:
"قبل فترة قصيرة، نفذ المستعمرون أنفسهم أعمال هدم طالت غرفاً زراعية تعود للمزارعين، بطريقة وحشية تعكس حقدهم وتعاظم اعتداءاتهم، لقد باتوا فعلياً يقومون بدور جيش الاحتلال في تدمير المنشآت الزراعية الفلسطينية، وإجبار المزارعين على مغادرة أراضيهم بشكل دائم، مما يعني أن كافة الأراضي الشرقية لبلدة قصرة أصبحت اليوم مهددة بالكامل، ومعظمها لا يستطيع المزارعون حتى التواجد فيها".
ويُذكر أن فريق البحث الميداني قد وثّق في وقت لاحق عدداً كبيراً من الاعتداءات على أراضي بلدة قصرة، في مشهد يعكس تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق البلدة التي باتت منكوبة فعلياً.
معلومات عامة عن بلدة قصرة:
تقع هذه القرية إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس وعلى بعد 18كم، وتتبع إدارياً لمجلس قروي قصره، تقع إلى الجنوب من قرية عقربا، وبلغ مسطح البناء 776 دونماً حيث أن هذه المساحة لا تكفى لمواكبة التمدد العمراني في القرية تلبية للزيادة الطبيعية مما دفع كثير من السكان إلى التوسع ضمن المنطقة C من اتفاق أوسلو ، في حين بلغ مجموع مساحة أراضيها 9,878 دونماً، تحيط بأراضيها قرى مجدل بني فاضل، جالود، تلفيت، حيث يبلغ عدد سكان قرية قصره حتى عام 2007م قرابة 4377 نسمة. تجدر الإشارة إلى انه في عام 1982م شهدت قرية قصره وقرية جوريش المجاورة حملة مصادرة أراضي من أراضي القريتين تمهيداً لتأسيس مستعمرة ‘مجدوليم’ والتي توسعت على حساب أراضي قرية قصره بشكل سريع وعلى حوض 1 موقع الرزة وموقع الفتر، لتصبح مساحتها الإجمالية 170.6 دونماً وعدد المستعمرين بها 152 مستعمراً.
من جهة أخرى، تعاني قرية قصره من تزايد حملة إخطار المنشآت السكنية والزراعية بالقرية بالهدم أو وقف البناء على حساب أهالي القرية، حيث انه يوجد في قرية قصره قرابة 15 منشأه سكنية و زراعية مخطرة بالهدم أو وقف البناء من بينها شارع القرية، مما يهدد ذلك وجود المزارعين في تلك المنطقة.
زراعة الارض بالقرب من البؤر من قبل المستعمرين