مع بدء موسم القطاف ... المستعمرون يتسببون في إتلاف 150 شجرة زيتون عبر الرعي الجائر في قرية بردلة شمال طوباس | LRC

2025-10-13

مع بدء موسم القطاف ... المستعمرون يتسببون في إتلاف 150 شجرة زيتون عبر الرعي الجائر في قرية بردلة شمال طوباس

  • الانتهاك: إتلاف  150 شجرة   زيتون.
  • الموقع:  قرية بردلة / محافظة طوباس.
  • تاريخ  الانتهاك: 13/10/2025.
  • الجهة المعتدية: البؤرة الرعوية القائمة في  منطقة سهل قاعون.
  • الجهة المتضررة: المزارع  سلطان راشد   صوافطة.

تفاصيل الانتهاك:

يعتبر الرعي الجائر من أبرز الأساليب التي يتبعها المستعمرون للسيطرة على الأراضي الزراعية المحيطة، حيث يلجأون إلى هذا النهج خصوصاً في البؤر الرعوية التي أقيمت حديثاً في مناطق متفرقة من الريف الفلسطيني.

وتجدر الإشارة إلى أنه بالتزامن مع موسم الزيتون الحالي لعام 2025، أقدم عدد من المستعمرين، انطلاقاً من البؤرة الرعوية المقامة على أراضي قرية بردلة وتحديداً في منطقة سهل قاعون، صباح يوم الاثنين الموافق 13/10/2025، على إطلاق مجموعة من رؤوس الأبقار باتجاه قطعة أرض زراعية تبلغ مساحتها 11 دونماً مزروعة في معظمها بأشجار الزيتون البالغ عمرها نحو 35 عاماً، وتعود ملكية هذه الأرض إلى المزارع سلطان راشد صوافطة من سكان قرية بردلة، وهو المعيل لأسرة مكونة من ثمانية أفراد بالغين، من بينهم أربع إناث.

يُشار إلى أن المستعمرين، من خلال تنفيذ هذا الاعتداء، كانوا وما زالوا يهدفون إلى تخريب أغصان الأشجار بالتزامن مع موسم الزيتون، ما ألحق أضراراً جسيمة بالمحصول، وأدى إلى خسائر فادحة شملت فقدان الموسم الزراعي بالكامل.

المزارع المتضرر، صاحب الأرض، أفاد قائلاً:

"أمتلك 11 دونماً في منطقة سهل قاعون الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من قرية بردلة، وكانت الأرض تُزرع لسنوات طويلة بالمحاصيل الحقلية والخضار، وتضم نحو 150 شجرة زيتون بعمر 35 عاماً، تنتج في المواسم الجيدة ما لا يقل عن 13 تنكة زيت زيتون، أقوم ببيع جزء منها لمساعدة عائلتي، إذ إن العمل الزراعي هو مصدر دخلي الوحيد الذي أعيل به أسرتي، ولكن منذ نحو عام ونصف، تغير الوضع تماماً بعد إقامة بؤرة استعمارية رعوية في المنطقة، حيث أغلق المستعمرون جميع الطرق الزراعية التي تربط قرية بردلة بسهل قاعون، ما حال دون قدرتي على دخول أرضي طوال تلك المدة، ونتيجة لذلك تلفت المحاصيل بسبب انقطاع مياه الري، ولم أستفد من الأرض مطلقاً، هذا الواقع يعكس حال أكثر من 34 مزارعاً من القرية أيضاً، وقدحاولنا من خلال الارتباط المدني الوصول إلى الأرض، لكن دون جدوى."

وأضاف قائلاً:

"في هذا العام، وبعد عناء طويل، حصلنا على تنسيق للوصول إلى الأرض وجني ثمار الزيتون، لكن الصدمة كانت كبيرة حين وصلنا، إذ تبين أن المستعمرين، عبر قطعان الأبقار التي يمتلكونها، أتلفوا كل شيء، وقاموا برعي المحاصيل وكسر أغصان الأشجار وأكل ثمار الزيتون بالكامل، ما أدى إلى ضعف الأشجار وإصابتها بأضرار بالغة، والبؤرة الرعوية التي تسببت بكل ذلك تقع على بعد نحو 150 متراً فقط من أرضي، وتضم ما لا يقل عن 70 رأساً من الأبقار. ورغم ما حدث، سأواصل التمسك بأرضي والبقاء هناك مهما كلف الأمر." 

يُذكر أن منطقة سهل قاعون تبلغ مساحتها نحو 1250 دونماً من أراضي قرية بردلة، ضمن الأحواض (134، 135، 136)، والواقعة في الجهة الشمالية والشرقية من محافظة طوباس، تحديداً شمال غرب قرية بردلة.

وفي عام 2013، حكمت محكمة الاحتلال العليا بحق المزارعين بالوصول إلى أراضيهم وفلاحتها، رغم استيلاء ما تُسمى دائرة أملاك إسرائيل عليها منذ عام 1978 وتخصيصها لصالح كيبوتس ميراف.

لكن بعد استعادة الأرض، بدأ جيش الاحتلال بتنفيذ خطوات متتابعة لإعادة السيطرة عليها وتهويدها، شملت تدمير المنشآت الزراعية، والإعلان عن أجزاء واسعة منها كمناطق مغلقة عسكرياً. وكان آخر تلك الإجراءات إقامة بؤرة رعوية استعمارية في المنطقة، والتي كان لها دور كبير في إغلاق الأراضي ومنع المزارعين من الوصول إليها.

الرعي الجائر في الأراضي الزراعية الفلسطينية إحدى الانتهاكات البيئية الاسرائيلية الاحتلالية:

إن ممارسة الرعي الجائـر في الأراضي المزروعة قد يؤدي الى تعرية التربة وتآكلها، كذلك يؤدي الى التقليل من التنوع الحيوي، وينتج عنه ّأيضاً تقليل الانتاجية والتنوع البيولوجي والذي يعد أحد أسباب التصحر.

يؤدي الدوس المستمر للعديد من الحيوانات على النباتات في المساحة الخضراء الى تسريع موت النبانات والغطاء النباتي، حيث أن الحيوانات تدوس أثناء الرعي على براعم النمو الجديدة في النباتات وهذا يؤدي الى تآكل التربة، الأمر الذي يتسبب بتدهور للاراضي الزراعية، وفي المناطق مثل قرية بردلة تكون نسبة الضرر كبيرة جداً مما يؤدي الى استمرار حدوث عملية التصحر أيضاً في المناطق الزراعية، وبالتالي احداث أضرار بالبيئة[1].

وبلا أدنى شك فإن الرعي الجائر من قبل المستعمرين الإسرائيليين يجعل التربة متصحرة وغير قابلة للحياة من أجل تيئيس أصحاب الأرض الفلسطينيين من إمكانيات الاستفادة منها مما سيدفعهم لتركها والهجرة عنها، لذا فهم يطلقون أغنامهم ومواشيهم في الأراضي الفلسطينية المزروعة بالحبوب أو الخضار أو المخصصة لرعي الاغنام ويمنعونها عن أصحابها، ويكررون الرعي الجائر حتى تصبح التربة خالية من أي أصول أو بذور مما يهدد بانقراض التنوع الحيوي النباتي وبالتالي يهدد التنوع الحيواني وهذا يؤدي بالضرورة الى تهديد التنوع الحشري ويهدد الحياة البرية والنباتية في الأرض. إن رعاة الأغنام من المستوطنين المستعمرين يطلقون مواشيهم في الأرض فقط لكنهم لا يحرثونها للأمطار ولا يزرعونها ولا يعتنون بها زراعياً بل يتركونها بوراً وهذا ما يضاعف من القضاء على تنوعها الحيوي وذلك ببساطة لأنها ليست لهم فهم مارقون سارقون وليسوا مالكون، بينما الفلسطيني تراه يشبه الأرض لأنه لا يفارقها يعانقها وباستمرار يحاورها، فأصحاب الأرض الحقيقيون يحرصون على الرعي الجزئي في مواسم مخصصة تحفظ الأنواع ولا تهدد الحياة البرية، بل يحرصون على الأحياء الدقيقة وعلى النباتات الطبية وذات الندرة، يحرصون على تواصلهم في الأرض لأنهم يرتبطون بها ارتباطاً تاريخياً حتى أصبحت جزءً من الثقافة الشعبية الفلسطينية، إن صاحب الأرض الحقيقي يحرص على إنمائها لا إلى تدهورها لذا بقيت الأراضي الزراعية في فلسطين في حالة تطور واستمرارية منذ آلاف السنين ولكن الاحتلال جعل مواقع عديدة منها متصحرة وبهدف سياسي استعماري تهجيري من أجل أن تصبح هذه المراعي لقمة صائغة للاحتلال ومستعمريه[1].

[1] المصدر: نشرة خاصة أصدرها مركز أبحاث الاراضي – كانون أول 2024 بعنوان (البؤر الاستيطانية الرعوية نقطة انطلاق لنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية).

مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين

صور لآثار الرعي الجائر وتخريب الأشجار في أراضي قرية بردلة