مع بدء موسم القطاف مستعمرون يرعون أغنامهم في أرض مزروعة بـ 300 شجرة زيتون ويدمرون ممتلكات زراعية في قرية دوما جنوب نابلس | LRC

2025-10-05

مع بدء موسم القطاف مستعمرون يرعون أغنامهم في أرض مزروعة بـ 300 شجرة زيتون ويدمرون ممتلكات زراعية في قرية دوما جنوب نابلس

  • الانتهاك:  إتلاف أشجار وتخريب ممتلكات زراعية.
  • الموقع: قرية دوما / محافظة نابلس.
  • تاريخ  الانتهاك:   05/10/2025.
  • الجهة المعتدية: المستعمرون.
  • الجهة المتضررة: المزارع  منور رشيد سليمان دوابشة.

تفاصيل الانتهاك:

تشهد قرية دوما الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، بالتزامن مع بدء موسم الزيتون لعام 2025، تصعيداً خطيراً يتمثل في ارتفاع وتيرة اعتداءات المستعمرين الذين يستهدفون تلك الشجرة المباركة، بل ويحاولون في كل عام إفشال هذا الموسم بشتى الطرق والوسائل، بهدف إضعاف المزارع الفلسطيني وثنيه عن البقاء في أرضه والاعتناء بها لصالح التمدد الاستعماري الذي تشهده معظم القرى والتجمعات الريفية الفلسطينية.

وفي المستجدات الأخيرة، فقد أقدمت مجموعة من المستعمرين انطلاقاً من البؤر الاستعمارية الرعوية القائمة في الجهة الشرقية الشفاغرية من أراضي قرية دوما، صباح الأحد الموافق 5/10/2025، على إطلاق قطيع من الأغنام باتجاه أرض المزارع منور رشيد سليمان دوابشه، المكونة من قطعتين والواقعة في منطقة “الشكارة” شرقي البلدة.

فقد قام المستعمرون في البداية بقص السياج المعدني المحيط بأرضه على امتداد 15 دونماً، ثم أطلقوا عشرات رؤوس الأغنام باتجاه أشجار الزيتون المزروعة هناك، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بها جراء أعمال التكسير والرعي الجائر، الأمر الذي تسبب بأضرار جسيمة للأرض والأشجار.

وبحسب المتابعة الميدانية، فقد شملت الأضرار ما يلي:

  1. إتلاف وسرقة سياج معدني حول قطعتين تبلغ مساحتهما الإجمالية 15 دونماً.
  2. إتلاف 300 شجرة زيتون مثمرة يتراوح عمرها بين 3 و15 عاماً.
  3. إتلاف 8 خزانات مياه، منها اثنان بسعة 5م³ لكل واحد، وستة خزانات بسعة 1 م³ لكل واحد.
  4. إتلاف شبكة ري حول القطعة الزراعية المستهدفة بطول 600 متر وبقطر ربع إنش، وسرقة 3 محابس مياه.
  5. إتلاف جزئي لغرفة زراعية تشمل وحدة صحية مصنوعة من ألواح البانيل بمساحة 25 م².

ويعد المزارع منور دوابشة من أكثر المزارعين في قرية دوما تعرضاً لاعتداءات المستعمرين، الذين سعوا إلى السيطرة على كامل ممتلكاته، ودمروا أجزاء كبيرة من أرضه على مراحل عدة، وكان دوابشة يطمح إلى خدمة أرضه وإنشاء قطع نموذجية من الأراضي ليس فقط على مستوى القرية، بل على مستوى المحافظة كلها.

ويعيل دوابشة أسرة مكوّنة من 9 أفراد، بينهم 3 إناث و3 أطفال، وقال في إفادته للباحث الميداني:

"أمتلك 120 دونماً مشجرة بالزيتون واللوزيات في قرية دوما، موزعة على أكثر من قطعة وفي أكثر من موقع، علماً بأن 75 دونماً منها اشتريتها بشكل مباشر، خلال الأعوام الثلاثة الماضية زرعت كامل تلك القطع وأنشأت فيها شبكة ري متقدمة ونصبت سياجاً حولها بهدف تحويلها إلى أراضٍ منتجة، وكنت أحلم بأن أكون من كبار منتجي زيت الزيتون في المنطقة، وقد دفعت نحو 800 ألف شيقل لتحقيق ذلك، لكن الآن تحطم كل شيء بسبب اعتداءات المستعمرين وتدميرهم أجزاء كبيرة من تلك الأراضي على مراحل، إضافة إلى قيام الاحتلال بتجريف الجزء الآخر، حالياً لا أستطيع الدخول أو حتى الوصول إلى أي قطعة بسبب تواجد المستعمرين. لقد خسرت كل شيء".

وأضاف قائلاً:

"وفي صباح الأحد الموافق 5 تشرين الأول، وبينما كنت أستعد لقطف ثمار الزيتون من قطعة أرض أمتلكها في منطقة الشكارة شرقي القرية، تفاجأت بمجموعة كبيرة من المستعمرين قدموا من البؤر الرعوية الواقعة على بعد نحو 200 متر من أرضي، وكان معهم قطيع من الأغنام، فقد استهدفوا قطعتين من أرضي بمساحة 15 دونماً بعد أن قصوا السياج المحيط بهما في أكثر من موقع، وسرقوه مع البوابة، ثم أطلقوا الأغنام صوب الأشجار، كان المستعمرون يقومون بقص سيقان وأغصان الأشجار وإطعامها لأغنامهم، مما ألحق ضرراً بنحو 300 شجرة زيتون، كما دمروا شبكة الري وألحقوا أضراراً بالغرفة الزراعية، فتحولت الأرض إلى قطعة من الخراب، كنت أتواجد باستمرار في الأرض، لكن منذ شهر آب الماضي، وبعد أن شق المستعمرون طريقاً استعمارية بالقرب منها لصالح تلك البؤر، بدأت حملة التضييق عليّ، وتعرضت لاعتداء جسدي أثناء وجودي هناك."

واستطرد بالقول:

"هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه على أرضي؛ ففي مطلع العام الحالي 2025 استهدف المستعمرون قطعة أرض أخرى لي تقع في منطقة “أجور عمير” جنوب شرق القرية، حيث أتلفوا نحو 450 شجرة زيتون، ودمروا مبنى زراعياً وقطعوا شبكة الري وسرقوا السياج المحيط بالأرض، حينها جاء المستعمرون من البؤر المقامة على أراضي قرية المغير القريبة من دوما، كذلك في شهر أيار الماضي قام جيش الاحتلال بتجريف 20 دونماً مملوكة لي، وقطع عشرات الأشجار في منطقة “مراح الفول”، ورغم تقدمي بعدد كبير من الشكاوى إلى شرطة الاحتلال والارتباط المدني وتقديمي بينات واضحة تدين المستعمرين، لم تُتخذ أي إجراءات فعلية، لقد فقدت كل أرضي وتحولت إلى مزارع لا يمتلك أي قدرة على النهوض مجدداً، ولا حتى على تأمين زيت الزيتون لعائلتي، بعد أن كنت أخطط لأصبح من أبرز المنتجين في المنطقة."

يُشار إلى أن الباحث الميداني وثق سابقاً اعتداءً على المزارع نفسه في شهر أيار الماضي، وعدد من المزارعين الآخرين علماً بأن قرية دوما تعاني من نشاط استعماري متزايد في الجهة الشرقية، وكذلك عند المدخل الغربي، إضافة إلى المنطقتين الجنوبية والشمالية، وباتت القرية فعلياً محاصرة بالنشاطات الاستعمارية، حيث تم توثيق عشرات الاعتداءات على المزارعين انطلاقاً من تلك البؤر، التي يزيد عددها اليوم على أربع بؤر تساهم مجتمعة في إغلاق معظم أراضي القرية وتحويلها إلى منطقة منكوبة بفعل المستعمرين.

   بلدة دوما[1]:

تبلغ مساحة دوما الكلية حوالي 18,318 دونم، منها 376 دونم مساحة البناء.

ويحدها من الشرق: فصايل ومن الغرب قريوت وقصرة، ومن الشمال: مجدل بني فاضل، ومن الجنوب المغير.

يمر من أراضي القرية الشارع الالتفافي رقم (458) وبطول 3,360 م ويصادر تحت مساره حوالي 336 دونماً، ويسيطر الاحتلال على حوالي 130 دونم كمعسكرات للجيش الإسرائيلي.

ويصنف اتفاق اوسلو أراضي القرية 95% منها أراضي مصنفة ج أي تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

  • مساحة مناطق (ب) 919 دونم.
  • مساحة المنطقة (ج) 17,399 دونم.

الرعي الجائر في الأراضي الزراعية الفلسطينية إحدى الانتهاكات البيئية الاسرائيلية الاحتلالية:

إن ممارسة الرعي الجائـر في الأراضي المزروعة قد يؤدي الى تعرية التربة وتآكلها، كذلك يؤدي الى التقليل من التنوع الحيوي، وينتج عنه ّأيضاً تقليل الانتاجية والتنوع البيولوجي والذي يعد أحد أسباب التصحر.

يؤدي الدوس المستمر للعديد من الحيوانات على النباتات في المساحة الخضراء الى تسريع موت النبانات والغطاء النباتي، حيث أن الحيوانات تدوس أثناء الرعي على براعم النمو الجديدة في النباتات وهذا يؤدي الى تآكل التربة، الأمر الذي يتسبب بتدهور للاراضي الزراعية، وفي المناطق مثل قرية بردلة تكون نسبة الضرر كبيرة جداً مما يؤدي الى استمرار حدوث عملية التصحر أيضاً في المناطق الزراعية، وبالتالي احداث أضرار بالبيئة[1].

وبلا أدنى شك فإن الرعي الجائر من قبل المستعمرين الإسرائيليين يجعل التربة متصحرة وغير قابلة للحياة من أجل تيئيس أصحاب الأرض الفلسطينيين من إمكانيات الاستفادة منها مما سيدفعهم لتركها والهجرة عنها، لذا فهم يطلقون أغنامهم ومواشيهم في الأراضي الفلسطينية المزروعة بالحبوب أو الخضار أو المخصصة لرعي الاغنام ويمنعونها عن أصحابها، ويكررون الرعي الجائر حتى تصبح التربة خالية من أي أصول أو بذور مما يهدد بانقراض التنوع الحيوي النباتي وبالتالي يهدد التنوع الحيواني وهذا يؤدي بالضرورة الى تهديد التنوع الحشري ويهدد الحياة البرية والنباتية في الأرض. إن رعاة الأغنام من المستوطنين المستعمرين يطلقون مواشيهم في الأرض فقط لكنهم لا يحرثونها للأمطار ولا يزرعونها ولا يعتنون بها زراعياً بل يتركونها بوراً وهذا ما يضاعف من القضاء على تنوعها الحيوي وذلك ببساطة لأنها ليست لهم فهم مارقون سارقون وليسوا مالكون، بينما الفلسطيني تراه يشبه الأرض لأنه لا يفارقها يعانقها وباستمرار يحاورها، فأصحاب الأرض الحقيقيون يحرصون على الرعي الجزئي في مواسم مخصصة تحفظ الأنواع ولا تهدد الحياة البرية، بل يحرصون على الأحياء الدقيقة وعلى النباتات الطبية وذات الندرة، يحرصون على تواصلهم في الأرض لأنهم يرتبطون بها ارتباطاً تاريخياً حتى أصبحت جزءً من الثقافة الشعبية الفلسطينية، إن صاحب الأرض الحقيقي يحرص على إنمائها لا إلى تدهورها لذا بقيت الأراضي الزراعية في فلسطين في حالة تطور واستمرارية منذ آلاف السنين ولكن الاحتلال جعل مواقع عديدة منها متصحرة وبهدف سياسي استعماري تهجيري من أجل أن تصبح هذه المراعي لقمة صائغة للاحتلال ومستعمريه[1].

[1] المصدر: نشرة خاصة أصدرها مركز أبحاث الاراضي – كانون أول 2024 بعنوان (البؤر الاستيطانية الرعوية نقطة انطلاق لنهب المزيد من الأراضي الفلسطينية).

مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين

[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز ابحاث الأراضي.