الاحتلال يضاعف معاناة المزارعين في عصيرة القبلية .. بؤرة جديدة وإغلاق آلاف الدونمات المزروعة بالزيتون في ظل موسم القطاف / محافظة نابلس | LRC

2025-10-11

الاحتلال يضاعف معاناة المزارعين في عصيرة القبلية .. بؤرة جديدة وإغلاق آلاف الدونمات المزروعة بالزيتون في ظل موسم القطاف / محافظة نابلس

  • الإنتهاك: انشاء بؤرة رعوية وإغلاق 1500دونم مشجرة بالزيتون.
  • الموقع: قرية عصيرة القبلية  جنوب نابلس.
  • تاريخ الانتهاك: موسم الزيتون الحالي 2025.
  • الجهة المعتدية: المستعمرون.
  • الجهة المتضررة: أهالي القرية عامة وأصحاب الأراضي خاصة.

تفاصيل الانتهاك:

يشهد الريف الجنوبي من محافظة نابلس اعتداءات غير مسبوقة خلال موسم قطف الزيتون الحالي 2025، حيث كثّف المستعمرون من وتيرة استهداف حقول الزيتون وإلحاق الضرر والأذى بالمزارعين وممتلكاتهم، بهدف إفشال هذا الموسم الزراعي الهام، كما تعتبر هذه الخطوة جزءًا من مساعٍ جديدة للاستيلاء على الأراضي والمواقع لتكون فريسة للمستعمرين.

وفق المستجدات الأخيرة، وتحديدًا في قرية عصيرة القبلية، تم رصد إنشاء بؤرة استعمارية جديدة على أراضي القرية في مطلع موسم الزيتون الحالي 2025، وذلك في الجهة الجنوبية من القرية على مساحة ثلاثة دونمات، تقع ضمن الحوض الطبيعي رقم "ج"، وتشمل أجزاء من القطع 68، 94، و86، وتعود ملكيتها إلى عدد من المزارعين، وهم:

  • المزارع حسني محمد عبد الله خلف.
  • المزارع محمود أحمد محمود حمدان.
  • المزارع يوسف حمدان عبد الرحمن صالح.
  • ورثة المرحوم عبد الغني حامد عبد الرحمن صالح.

تتربع هذه البؤرة في المنطقة المعروفة باسم "الكروم" و"موقع الصوانة"، وهي منطقة ذات بعد استراتيجي هام بالنسبة للقرية ككل، حيث ساهم وجود هذه البؤرة في تدمير عجلة التنمية والزراعة والبيئة في القرية.

البؤرة الاستعمارية الجديدة المقامة على أراضي المزارعين في موقعي  "الكروم" و"الصوانة"  - عصيرة

وبحسب المتابعة الميدانية المباشرة، فإن آثار إقامة هذه البؤرة طالت ما يلي:

  • يوجد حاووز مياه مركزي للقرية بسعة 500 متر مكعب، وهو المزود الأساسي والوحيد للمياه، ويقع فعليًا على مسافة 50 مترًا فقط من البؤرة الاستعمارية الرعوية، حاليًا لا يستطيع أحد من القرية، بمن فيهم عمال الصيانة، الوصول إلى الحاووز، وهناك تخوفات كبيرة من استيلاء المستعمرين عليه، مما قد يتسبب في كارثة مائية ضخمة للقرية التي تعاني أصلًا من شح المياه.

حاووز الماء المستهدف المزود الأساسي والوحيد لقرية عصيرة يمنع الوصول اليه

  • على بعد 200 متر جنوب البؤرة الاستعمارية توجد ثلاث كسارات ومقالع حجر تعود ملكيتها لكل من جعفر محيسن، علي عيسى صالح، وشركة الشمال، ويعمل في هذه المقالع نحو 50 عاملاً يعيلون 50 أسرة، إلا أن المستعمرين هددوا العمال مرارًا بإغلاقها، وتتم مضايقتهم يوميًا من قبل الاحتلال لإجبار أصحابها على التوقف عن العمل.

إحدى الكسارات المتضررة من البؤرة الاستعمارية الجديدة

  • تطل البؤرة الرعوية الجديدة على الطريق الرابط بين قريتي عصيرة القبلية وعوريف، وهو الطريق الرئيسي الذي يخدم القريتين، وقد وثقت عدة حوادث اعتداء من قبل المستعمرين على المارة في هذا الطريق.
  • هناك أكثر من 1500 دونم مزروعة بالكامل بأشجار الزيتون المعمّرة بعمر يتجاوز 70 عامًا، وتتوزع في مناطق: (القعدات، الكاشف، الصوانة، النقار، الكروم، والحروب الوسطى)، معظم هذه الأراضي مصنفة ضمن أراضي (ب) حسب اتفاق أوسلو، لكنها تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل المستعمرين وأغنامهم حيث يطلقونها ترعى رعياً جائراً في أراضي المواطنين الزراعية وهي تنطلق من البؤرة الحديثة، مما أدى إلى إتلاف عدد كبير من الأشجار ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم أثناء موسم جني الزيتون، وتعود ملكية هذه الأراضي إلى نحو 300 عائلة زراعية من القرية، تتضرر بشكل مباشر من هذه الاعتداءات.



أشجار الزيتون المحرومون أصحابها الوصول اليها بينما يُسمح للمستعمرين تّطلق أغنامها ترعى مع بدء موسم القطاف

كما أقدم المستعمرون على منع البناء أو التوسع العمراني ضمن المخطط الهيكلي للقرية، خاصة في المناطق القريبة من البؤرة الجديدة، وهناك ما لا يقل عن خمسة منازل مهددة بشكل مباشر من هذه البؤرة.

وفيما يخص الأضرار المتعلقة بشجرة الزيتون، أفاد المزارع المتضرر ورئيس المجلس القروي السيد حافظ صالح بالقول:

"قرية عصيرة القبلية تعاني منذ خمسة أشهر بعد إنشاء بؤرة رعوية في موقع "حبايل عامر"، وفي مطلع تشرين الأول الحالي، حيث أقام المستعمرون بؤرة أخرى على سفح تلة في منطقة الصوانة على مقربة من حاووز المياه الوحيد الذي يغذي القرية، هذه البؤرة ذات طابع رعوي، ويعتمد المستعمرون فيها على تربية الأغنام، وقد أطلقوا أغنامهم منذ اليوم الأول نحو حقول الزيتون بالتزامن مع موسم الجني، مما ألحق أضرارًا جسيمة بعشرات الأشجار من خلال الرعي الجائر، كما استولوا على بئر لجمع المياه يعود لورثة سليم عبد القادر سليمان صالح، واستخدموه لتوفير مياه الشرب لأغنامهم، وقاموا بكسر أغصان عدد كبير من الأشجار لتسهيل عملية الرعي."

وأضاف:
 "
قام ما يسمى حارس أمن المستعمرة ومعه المستعمرون بتهديد المزارعين والعائلات الزراعية التي تمتلك أراضي زيتون جنوب القرية بهدف منعهم من جني الثمار، هذه الأراضي تعتبر من أخصب أراضي القرية، وكانت تاريخياً المزود الأساسي لزيت الزيتون لمعظم العائلات، حاولنا التواصل مع جهات دولية لمساعدتنا دون جدوى، وهناك خطر حقيقي على حياة المزارعين أثناء توجههم إلى أراضيهم."

كما أفاد المزارع المتضرر سليمان سليم عبد القادر صالح قائلاً:

"أمتلك أنا وإخوتي 19 دونماً في منطقة النقار جنوب القرية، كنا نحرث الأرض ونعتني بالأشجار التي يزيد عمرها عن 70 عام، ويوجد فيها بئر لجمع المياه بسعة 64م3، حتى قبل شهر كنا نصل إلى الأرض بسهولة وتنتج ما لا يقل عن 13 تنكة زيت زيتون في الموسم الجيد، لكن منذ إقامة البؤرة الرعوية الجديدة لم نعد نستطيع الوصول بسهولة، حيث استولى المستعمرون على البئر وسقوا أغنامهم منه، كما كسروا أغصان الأشجار وأتلفوا الثمار، نحن اليوم نواجه خطرًا كبيرًا يمنعنا من الاعتناء بالأشجار، وأصبح وجودنا هناك محفوفًا بالمخاطر اليومية."

يذكر أن فريق البحث الميداني في المركز وثق سابقًا قيام المستعمرين بإنشاء بؤرة استعمارية في منطقة "حبايل عامر" الواقعة في الجهة الشرقية للقرية ضمن المخطط التنظيمي لها، ما تسبب في تخريب المنطقة وتدمير الممتلكات الزراعية بالكامل.

البؤرة المقامة على أراضي جبل عامر المقامة في أيار 2025

تعاني قرية عصيرة القبلية، كغيرها من قرى الريف الجنوبي لمدينة نابلس، من انتشار المستعمرات والبؤر الرعوية على أراضيها، حيث تقام مستعمرة "يتسهار" على أجزاء منها وتساهم في تعزيز منظومة التهويد وتغيير معالم المنطقة. وعلى مدار السنوات الماضية، تم توثيق عدد كبير من الاعتداءات، كان أبرزها استهداف أشجار الزيتون.

 نبذة عن قرية عصيرة القبلية:

تقع إلى الجنوب من مدينة نابلس ، وعلى بعد 12كم، و تبلغ مساحة أراضيها نحو 6447 دونماً منها 322.5 دونماً مساحة بناء، وصادر الاحتلال الإسرائيلي لصالح مستعمرة يتسهار نحو 525 دونماً من أراضيها، وتحيط بأراضيها أراضي قرى فرعطا وتل وجماعين وعوريف، ويبلغ عدد سكانها نحو 2675 نسمة.