وسط حقول الزيتون: مستعمرة يخربون الأراضي الزراعية ويقيمون بؤرة جديدة عليها وتسييج 23 دونماً زراعياً في قرية كفر قدوم  شرق قلقيلية | LRC

2025-10-27

وسط حقول الزيتون: مستعمرة يخربون الأراضي الزراعية ويقيمون بؤرة جديدة عليها وتسييج 23 دونماً زراعياً في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية

  • الانتهاك: إنشاء بؤرة وسط حقول الزيتون في ظل موسم القطاف.
  • الموقع: قرية  كفر قدوم / محافظة قلقيلية.
  • تاريخ الانتهاك: 27/10/2025.
  • الجهة المعتدية: المستعمرون.
  • الجهة المتضررة:  عدد من مزارعي القرية.

 تفاصيل الإنتهاك:

أقدم مستعمرون صباح يوم الاثنين الموافق 27/10/2025م، بالتزامن مع موسم الزيتون الحالي، على إقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية، تحديدًا تلك الواقعة في الجهة الشرقية من القرية المعروفة باسم منطقة "الوجه الشامي"، ضمن الحوض الطبيعي رقم 9 من أراضي القرية والمصنفة "ب" حسب اتفاق أوسلو.

وبحسب المتابعة الميدانية المباشرة، فقد أقدم المستعمرون على نصب خيمة سكنية على قطعة أرض مملوكة ملكية خاصة تعود إلى عائلة "اشتيوي" من سكان قرية كفر قدوم، عُرف منهم كل من المزارعين: حلمي جميل اشتيوي، بشار عبد الرحمن اشتيوي، أشرف يعقوب اشتيوي، وغيرهم من المزارعين ممن يمتلكون أراضي هناك.

وقد سبق وضع الخيمة وإنشاء البؤرة بأيام قليلة قيام المستعمرين بوضع سياج معدني حول ما لا يقل عن 23 دونم من الأراضي المشجرة بالزيتون، تقع في نفس المنطقة وفي محيط تلك البؤرة الجديدة القائمة على مساحة دونم من الأراضي المشجرة بالزيتون.

المزارع المتضرر والناشط مراد اشتيوي، وهو معيل لأسرة مكونة من 6 أفراد من بينهم 3 إناث وطفل واحد، قال:

"تفاجأنا في موسم الزيتون الحالي وعند توجه عدد من المزارعين من عائلة اشتيوي باتجاه منطقة حوض الوجه الشامي من أجل جني ثمار الزيتون، بتواجد مجموعة من المستعمرين هناك، الذين بدورهم قاموا بنصب خيمة سكنية بين أشجار الزيتون، بل ووضعوا سياجاً معدنياً حول ما لا يقل عن 25 دونم من الأراضي المشجرة، في إشارة للسيطرة على المنطقة كلها، علماً بأن الأشجار معمّرة وتنتج كميات كبيرة من زيت الزيتون في المواسم الجيدة، ونحن في كل عام معتادون على الذهاب إلى المنطقة دون أي عوائق يضعها الاحتلال الإسرائيلي أو المستعمرون، لكن في هذا العام يبدو أن الأمر مختلف وهناك توجه للمستعمرين لفرض السيطرة على ذلك الحوض والاستيلاء على الأشجار والأراضي هناك، وهذا بدوره سوف يضر بالمزارعين أصحاب الأراضي ويلحق خسائر كبيرة بهم".

إن إقامة تلك البؤرة في هذا التوقيت، وخلال موسم قطاف الزيتون، له دلالة وأثر سلبي على البيئة وقطاع الزراعة في المنطقة من حيث:

  1. تعتبر إقامة بؤرة في منطقة "الوجه الشامي" خطرًا يهدد ما لا يقل عن 150 دونم مشجرة بالزيتون تحيط بتلك البؤرة الجديدة، حيث يحاول المستعمرون منع المزارعين من التواجد في أراضيهم وخدمتها، علاوة على قيام المستعمرين بشكل متعمد بتحطيم أجزاء من تلك الأشجار مما يلحِق أضرارًا زراعية بها، بالإضافة إلى الأثر البيئي الذي تمتاز به المنطقة.
  2. هناك مخطط استعماري يتم تنفيذه عبر ربط البؤرة الجديدة من خلال شبكة طرق زراعية بالبؤرتين اللتين تم إقامتهما في منطقة " جبل الكدان" ومنطقة "القطان الشرقي"، بهدف خلق ترابط بينهما وتشكيل تكتل استعماري يصادر ما لا يقل عن 500 دونم من أراضي القرية المشجرة بالزيتون، وسوف يكون لذلك أثر كبير في إغلاق القرية من الجهة الشرقية بالكامل وتدمير القطاع الزراعي برمته وتحويل القرية إلى قرية منكوبة بالكامل.

تجدر الإشارة إلى أنه تم في تاريخ 26/6/2025م، توثيق قيام الاحتلال بإنشاء بؤرة استعمارية في منطقة "الكدان" شمال القرية، سبق ذلك إنشاء بؤرة استعمارية أخرى في منطقة "القطان الشرقي"، مما عزل مساحات شاسعة من أراضي القرية الشرقية وتهدد في الوقت نفسه العشرات من الدونمات المشجرة بالزيتون.

المستعمرات المقامة على أراض قرية كفر قدوم: 

تعتبر قرية كفر قدوم الواقعة إلى الجهة الشرقية من مدينة قلقيلية، والبالغ مساحة أراضيها الزراعية نحو 20 ألف دونم، محط أطماع سلطات الاحتلال بسبب موقع القرية الاستراتيجي ووقوع معسكر الجيش الأردني القديم في تلك المنطقة، حيث أقدمت سلطات الاحتلال على تحويل ذلك المعسكر إلى نقطة عسكرية لقوات الاحتلال بعد حرب عام 1967م، وبعد ذلك في عام 1975م تم تحويل معسكر الجيش التابع للاحتلال إلى مستعمرة سميت فيما بعد باسم مستعمرة "كدوميم".

تقع مستعمرة كدوميم على أنقاض معسكر الجيش الأردني القديم في الجهة الغربية والجنوبية من القرية، حيث تأسست في عام 1975، وتبلغ مساحتها نحو 1090 دونمًا من أراضي كفر قدوم وقرية جيت المجاورة، ويقطن بها 3290 مستعمرًا، حيث يوجد بها اليوم معهد ديني بالإضافة إلى عدد من المزارع يستغلها المستعمرون في الزراعات الحقلية لديهم، بالإضافة إلى مزرعة لتربية الخيول، علاوة على أنه كان يوجد في المستعمرة لغاية عام 2006م مقر الارتباط والتنسيق الإسرائيلي المسؤول عن منطقة قلقيلية وسلفيت.

يذكر أن سلطات الاحتلال أقدمت على السيطرة على التلال المجاورة للمستوطنة من الجهة الشمالية بطريق الخداع، لتُؤسس في عام 1982 نواة مستعمرة "كدوميم عيلت" لتصادر اليوم ما مساحته 533 دونمًا من أراضي كفر قدوم، حيث يقطن بها اليوم نحو 300 مستعمر.

يذكر أن مجموعة من المستعمرين قاموا بالاستيلاء على قطعة أرض في سفح جبل محمد شرق القرية عام 2000م، لينشئوا نواة استعمارية سميت فيما بعد بمستعمرة "هار حميد"، لتصادر حتى اليوم نحو 100 دونم من أراضي القرية.

تعقيب قانوني وبيئي حول إقامة البؤرة الاستعمارية على أراضي قرية كفر قدوم:

تمثل إقامة البؤرة الاستعمارية الجديدة على أراضي كفر قدوم مخالفة صريحة للمادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر على دولة الاحتلال نقل جزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها. 

كما يشكل هذا العمل جريمة حرب بموجب المادة (8/2/ب/8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

كما يتعارض هذا الانتهاك مع قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار رقم (2334) لسنة 2016 الذي يؤكد أن جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية قانونًا وتشكل عقبة أمام السلام.

فضلاً عن ذلك، فإن استيلاء المستعمرين على أراضٍ مملوكة ملكية خاصة لعائلات فلسطينية من آل "اشتيوي" دون أي مسوغ قانوني يمثل انتهاكًا للحق في الملكية الخاصة المكفول بموجب المادة (17) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويعد شكلًا من أشكال السلب القسري للأراضي.

أما بيئياً فإن إقامة هذه البؤرة في قلب الأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون، وما رافقها من أعمال تسوير وتخريب للأشجار، تمثل تدميرًا ممنهجًا للبيئة الزراعية الفلسطينية واعتداءً على أحد أهم مكونات التراث الزراعي الوطني.

ويهدد هذا الإجراء نحو 150  دونم من الأراضي المزروعة بالأشجار المعمّرة، فضلًا عن محاولات المستعمرين ربط البؤرة الجديدة بمواقع استيطانية أخرى في "جبل الكدان" و"القطان الشرقي"، ما يعني مصادرة تدريجية لأكثر من 500 دونم وتحويل المنطقة إلى كتلة استعمارية مغلقة، بما يقطع التواصل الزراعي والبيئي في الجهة الشرقية للقرية.

تُعد هذه الممارسات مخالفة كذلك لمبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (1994)، وإعلان ريو بشأن البيئة والتنمية (1992)، اللذين يُلزمان الدول بعدم الإضرار بالبيئة في الأراضي المحتلة أو إحداث تغييرات قسرية في استخداماتها الطبيعية.