كارثة بيئية بفعل الرعي الجائر... تدمير محصول كامل على مساحة 3 دونمات وشبكات ري في بلدة سبسطية / محافظة نابلس | LRC

2025-11-09

كارثة بيئية بفعل الرعي الجائر... تدمير محصول كامل على مساحة 3 دونمات وشبكات ري في بلدة سبسطية / محافظة نابلس

  • الانتهاك:  تخريب 6500 شتلة قرنبيط.
  • الموقع:  بلدة سبسطية   شمال  مدينة نابلس.
  • تاريخ  الانتهاك: 09/11/2025.
  • الجهة  المعتدية:  مجموعة من   المستعمرين.
  • الجهة المتضررة:  المزارع نهاد   محمود  عبد الله  أبو عبادي   حمد.

تفاصيل الانتهاك:

استهدفت مجموعة  من المستعمرين في البؤر الرعوية الجاثمة على أراضي  منطقة دير شرف   وسهل رامين فجر يوم  الأحد   الموافق 9/11/2025م  قطعة أرض زراعية تقع  في منطقة "مرس العابور"  على أراضي بلدة سبسطية الشمالية.

    يشار الى  أن مجموعة  من المستعمرين   استهدفوا  أرض زراعية تبلغ مساحتها  ثلاثة  دونمات   وهي مسيجة ومزروعة بنحو 6500 شتلة قرنبيط " زهرة بلدية" حيث تعود في  ملكيتها   الى المزارع  نهاد  محمود عبد الله أبو عبادي  من سكان بلدة سبسطية والمعيل لأسرة مكونة  من 2 أفراد   من بينهم 1 إناث،  حيث تعمد  المستعمرون على قص السياج المحيط بقطعة الأرض  ومن ثم إطلاق الأغنام  التابعة للمستعمرين  باتجاه الأرض   المزروعة مما أدى الى حدوث تلف   كامل بالمحصول، و  بشكل كلي بالإضافة  الى تلف    2000 متر من شبكات الري بقطر ربع  انش عبر قصها بواسطة السكين كانت تستخدم في توفير مياه الري هذا بالاضافة الى سرقة بوابة المزرعة واتلاف  10 اشتال عنب و 15 شتلة ورقيات.

   المزارع نهاد أبو عبادي أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

"   امتلك قطعة أرض  تبلغ مساحتها ثلاث دونمات  وفي منطقة قريبة من الطريق العام الرابط بين جنين ونابلس  ضمن أحواض بلدة سبسطية،  حيث اعتمد على زراعة الأرض بالخضار  المختلفة  على مدار العام سواء  من قمح وفقوس وغيرها من المحاصيل، وتعتبر هي مصدر دخلي الوحيد  فقط، الذي أعيل به اسرتي ، حيث  قمت أيضاً  بتأهيل الأرض ووضع سياج حولها بالكامل  بالإضافة الى قيامي  قبل أيام في  زراعة الأرض بغراس نباتات الزهرة البلدية،  وأنني معتاد   على  الاعتناء بها بشكل مستمر  والتواجد في أرضي رغم كل المخاطر".

    وأضاف القول:

"   قبل ثلاثة أعوام أقام   الاحتلال  بؤرة  استعمارية رعوية  هناك، ومن هنا بدأت الكوارث في المنطقة كلها حيث تم الاعتداء على أرضي أكثر  من سبع مرات من تخريب وقص أشجار وسرقة مواد زراعية، لقد بدأ المستعمرون وبشكل تدريجي في  إعاثة الخراب  في المنطقة عبر شق طرق استعمارية والاعتداء على  الأراضي المجاورة وإلحاق الضرر بها،  حيث تم الاعتداء على معظم الأراضي هناك وتم اقتلاع وتخريب المئات  من الغراس والأشجار ".

    واستطرد  القول:

"   في صباح يوم الأحد  أثناء  ذهابي الى أرضي تفاجئت بقيام المستعمرين بقص السياج وإطلاق قطعان  الأغنام صوب أرضي، حيث قاموا برعي كامل الأشتال وتحطيم 10 اشتال عنب أيضاً و15 شتلة دوراقيات وسرقة  البوابة الحديدية حول أرضي وتخريب شبكة الري أيضاً،  لقد   كان وقع الكارثة علي كبيراً، وأنا أراقب أرضي بعد تخريبها بالكامل، وكنت أتأمل بيع المحاصيل في حسبة مدينة نابلس لتوفير بعض المال لإعالة أسرتي  في ظل   شح فرص العمل  وانحصارها  في بلادنا، علماً بأنه حتى الآن هناك ديون  لم اتمكن من دفعها وهي أثمان السماد وشبكات الري التي أتلفت أيضاً بالكامل".

    وقد وثق باحث مركز أبحاث الاراضي   خلال الفترة  الماضية والتي كان آخرها  خلال شهر أيلول 2025  قيام المستعمرين بقطع العشرات من الغراس والأشجار وإتلاف مقتنيات زراعية في قرى شمال نابلس  تحديداً بلدة سبسطية.  

بلدة سبسطية[1]:

تقع بلدة سبسطية على بعد (12)كم الجهة الشمالية الغربية من مدينة نابلس، ويحدها من الشمال قرية برقة، ومن الغرب قرية المسعودية، ومن الشرق نصف جبيل، ومن الجنوب قريتي الناقورة ودير شرف. ويبلغ عدد سكانها 3205 نسمة حتى عام 2017م. وتبلغ مساحة القرية الإجمالية 16,225 دونماً منها 521 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية. هذا وتصنف أراضي القرية حسب اتفاق أوسلو إلى:

  • مناطق A(8942 ) دونم.
  • مناطق مصنفة B(4980) دونم.
  • مناطق مصنفة C(2303) دونم.

إن قيام المستعمرين بإطلاق قطعان الأغنام داخل الأراضي الزراعية في بلدة سبسطية، وما نتج عنه من تدمير كامل للمحاصيل وإتلاف البنية الزراعية، يشكّل انتهاكًا واضحًا للقوانين والاتفاقيات البيئية الدولية التي تحظر الممارسات المؤدية إلى تدهور الأراضي والغطاء النباتي. فوفق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر (UNCCD) يُعد الرعي الجائر أحد أبرز العوامل المسببة لتدهور التربة وفقدان خصوبتها، الأمر الذي تحظر الاتفاقية ممارسته أو تشجيعه في المناطق الهشّة بيئيًا. كما تؤكد اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) على ضرورة حماية النظم البيئية الزراعية ومنع أي نشاط يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي أو الإضرار بالتنوع الحيوي، وهو ما ينطبق على حالة إطلاق المستعمرين أغنامهم أو أبقارهم داخل الأراضي الفلسطينية المزروعة بشكل متعمد.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن القانون الدولي الإنساني يحظر الاعتداء على الممتلكات المدنية والموارد الطبيعية، ويصف أي ضرر متعمد يلحق بالأراضي الزراعية بأنه انتهاك يعرّض السكان المدنيين لفقدان مصادر رزقهم. وفي إطار أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 15 (الحياة في البر)، يُعد الحفاظ على الأراضي ومنع ممارسات الرعي الجائر جزءًا أساسيًا من الالتزامات الدولية لحماية البيئة وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي.

وبناءً عليه، فإن ما حدث في سبسطية لا يمثل مجرد اعتداء على ملكية خاصة، بل هو خرق بيئي وقانوني مركّب يمسّ المنظومة الزراعية والبيئية ويخالف الالتزامات الدولية بحماية الأرض، وتجنب الممارسات التي تُسهم في التصحّر وتدهور البيئة.

مشروع: حماية الحقوق البيئية الفلسطينية في مناطق "ج" SPERAC IV - GFFO

Disclaimer: The views and opinions expressed in this report are those of Land Research Center and do not necessarily reflect the views or positions of the project donor; the Norwegian Refugee Council.

إخلاء المسؤولية: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا التقرير هي آراء ووجهات نظر مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو مواقف الجهة المانحة للمشروع؛ المجلس النرويجي. للاجئين