2017-10-16
صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على إقامة ( 31) وحدة استيطانية على محطة الحافلات، المعروفة بمنطقة " الكراج" بشارع الشهداء في البلدة القديمة من مدينة الخليل.
فقد أعلنت " الإدارة المدنية" بتاريخ 16/10/2017م، عن مصادقتها على بناء هذه الوحدات الاستيطانية.
وتعتبر هذه المصادقة وشرعنة إقامة وحدات استيطانية في قلب مدينة الخليل هي الأكبر منذ العام 2002 حين منح رئيس حكومة الاحتلال" ارائيل شارون" في العام 2002 تراخيص بناء لعشر وحدات استيطانية في منطقة تل الرميدة جنوب مدينة الخليل، متذرعاً بالحجج الأمنية لإقامة هذه الوحدات.
وحسب المخططات والتصاميم المنشورة لهذه الوحدات الاستيطانية فهي ستكون على شكل عمارات سكنية بواقع خمسة طوابق تقريباً.
الصورة 1: صور منشورة للوحدات الاستيطانية المزمع بناؤها في البلدة القديمة - الخليل[1]
ويعكف الاحتلال على إقامة هذا المخطط الاستيطاني على أراضي تابعة لبلدية الخليل، حيث كانت موقفاً للحافلات حتى الثمانينات، حيث قامت سلطات الاحتلال بإصدار أمر عسكري بالاستيلاء على الموقف، بذريعة "الحاجة الأمنية"، وتم إقامة قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال عليها، ثم قامت بإسكان المستعمرين في هذه القاعدة، الأمر الذي أدى إلى نقل موقف الحافلات إلى مكان آخر.
وقد أقامت في هذه القاعدة (6) اسر من المستعمرين، وفي العام 2007 أصدر ما يسمى بالمستشار القانوني للإدارة المدنية رأياً قانونياً بشأن إقامة الأسر الستة في القاعدة العسكرية، وقرر أنه بمجرد انتهاء " الحاجة الأمنية" يجب الانسحاب من الموقع وإعادة الأرض إلى بلدية الخليل، لكن لم يتم ذلك إلى الآن.
وحسب ما نشر، فان ترتيبات-غير معلن عنها- تمت قبل نحو عامين بين ما يسمى ب " وزارة الدفاع " و " الإدارة المدنية" الإسرائيليتين بالشروع بتخطيط المكان لإقامة هذه الوحدات، حيث تم الإيعاز لوزارة الإسكان الإسرائيلية بالمباشرة في التخطيط، دون الأخذ بعين الاعتبار أن الموقع لا زال تحت إدارة بلدية الخليل التي تديره وفق عقد إيجار لا زال ساري المفعول.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد عملت في شهر أيلول 2016، على جلب (14) منزلاً متنقلاً " كرفانات" ووضعها في منطقة " الكراج" على الطرف الشرقي لشارع الشهداء المغلق منذ العام 1994م، حيث أقيمت هذه المنازل المتنقلة على الأراضي التي سيتم إقامة الوحدات الاستيطانية الجديدة عليها.
وفي حال تنفيذ هذا المخطط الاستيطاني في قلب البلدة القديمة فان أعداد المستعمرين في المدينة ستشهد ارتفاعاً بنسبة حوالي ( 20%)، ما يؤدي في المقابل إلى مزيد من تهجير المواطنين الفلسطينيين في المدينة، حيث يقدر عدد المستعمرين في قلب مدينة الخليل بنحو (600) مستعمر، في الوقت الذي يتجاوز عدد المواطنين الفلسطينيين الـ 100,000 نسمة.
الصورة 2: طبيعة الحياة في البلدة القديمة من الخليل قبل عام 1994
الصورة 3: طبيعة الحياة بعد إغلاق المنطقة في العام 1994
كما ستزيد من أعداد الحواجز ونقاط التفتيش في البلدة القديمة من الخليل، والتضييق على حياة المواطنين هناك حيث بلغ عدد الحواجز في البلدة القديمة حتى نهاية عام 2016 نحو 114 حاجزاً[2]، فضلاً عن هدم وتدمير العديد من الممتلكات الفلسطينية لأجل إقامة الوحدات الاستيطانية الجديدة.
وجاء منح التراخيص لإقامة هذه الوحدات الاستيطانية بُعيد إعلان الاحتلال عن منح المستعمرين في البلدة القديمة مجلس بلدي يسير أمورهم الحياتية، بهدف تعزيز مزيد الاستيطان في المنطقة.
ويهدف المستعمرون من إقامة هذه المستعمرة الجديدة، ومن استيلاءهم على منازل المواطنين في البلدة القديمة في وقت سابق إلى ربط مستعمرات " كريات أربع وخارصينا " الواقعة على أراضي شرق مدينة الخليل بالبؤر الاستعمارية الستة الممتدة بين هذه المستعمرات وتل الرميدة جنوب غرب المدينة وخلق نوع من التواصل الجغرافي فيما بينها، حيث تقع البؤر الاستعمارية التالية ما بين مستعمرتي كريات أربع وخارصينا شرق الخليل وتل الرميدة في الطرف الجنوبي الغربي من المدينة:
1_ البؤرة الاستعمارية المسماة" غوتنك " على منطقة الاستراحة على مقربة من الحرم الإبراهيمي.
2_ البؤرة الاستعمارية المسماة" أبراهام افينو " – سوق الحسبة .
3_البؤرة الاستعمارية " بيت هداسا " - الدبويا
4_ البؤرة الاستعمارية المسماة " بيت هشيشا "
5_ البؤرة الاستعمارية المسماة " بيت رومانو "- مدرسة أسامة .
6_ البؤرة الاستعمارية " رماتي شاي " على أراضي تل الرميدة .
يرى مركز أبحاث الأراضي في استمرار دولة الاحتلال في توسيع المستعمرات الإسرائيلية وإنشاء المزيد منها على حساب الأراضي المحتلة في الضفة الغربية بما فيها القدس بأنه يعتبر خرقاً لحقوق الشعب الفلسطيني وممتلكاته وللقانون الإنساني الدولي وانتهاكاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، التي تمنع المساس بالحقوق والأملاك المدنية والعامة في الدولة المحتلة.
قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الاستيطان:
مجلس الأمن وقراره بخصوص المستعمرات الإسرائيلية:
[1] مصدر الصورة : حركة السلام الآن.
[2] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية - مركز أبحاث الأراضي.