2017-11-13
في يوم الاثنين الموافق 13 تشرين ثاني 2017م أقدم المواطن "عبد الغني نبيل دويك " على هدم مسكنه الذي يقع في حي البستان الواقع في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وذلك بأمر من بلدية الاحتلال بحجة البناء دون الحصول على ترخيص، والمسكن عبارة عن 80 مترمربع ويعيش فيه المواطن عبد الغني وعائلته المكونة من 4 أفراد 2 منهم أطفال.
وأفاد المواطن عبد الغني دويك :
قبل عامين في سنة 2015، قمت ببناء المسكن بمساحة 80 متر مربع، مبني من الطوب والإسمنت، وهو عبارة عن غرفتين نوم ومطبخ وحمام، وذلك بهدف الإقامة فيه، ولم أتقدم للحصول على ترخيص من بلدية الاحتلال، وذلك يعود لسبب هو أن حي البستان بأكمله مهدد بالهدم، حيث تخطط بلدية الاحتلال إلى هدم الحي بأكمله بحجة أن المساكن المقامة فيه تم بناءها بدون ترخيص، وأن هنالك مخطط لإقامة حديقة توراتية، لذلك فإن البلدية ترفض تنظيم المكان ليكون حي سكني.
يضيف :
وأثناء البناء، حضرت بلدية الاحتلال وقامت بتصوير البناء، ثم علقت أمر وقف بناء بحجة البناء بدون ترخيص، واصلتُ بناء المسكن حتى أصبح جاهزاً ، ثم انتقلتُ مع عائلتي للسكن فيه، لكن بلدية الاحتلال أعلمتني بأنها تنوي هدم المسكن وفرض غرامة مالية بقيمة 80 ألف شيقل في حال لم أقم بهدم المسكن.
ونتيجة لذلك، فقد قررت في يوم الاثنين 13 تشرين ثاني 2017 أن أقوم بهدم المسكن بدلاً من أن أتعرض إلى غرامة مالية في حال قامت البلدية بهدم المسكن، فقمت بإفراغ المسكن من محتوياته، ثم قمت مجبراً بهدم المبنى بشكل كامل. والآن، نقيم عند أقارب لنا في الحي لغاية أن نجد لنا مسكناً نستأجره لنقيم فيه.
الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:
تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.
إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق.
وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" (( بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته – خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)).
هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 29 مسكناً على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال عام 2016م.
بلدة سلوان:
تعتبر بلدة سلوان كأحد أهم أحياء مدينة القدس، وهي أقرب الأحياء للمسجد الأقصى، وهي لا تزال غنية بالمواقع التراثية والشواهد الأثرية رغم ما تتعرض له من هجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات الاستعمارية التهويدية وذلك لطمس المعالم والحقائق التاريخية في البلدة من خلال عمليات الحفر المتواصلة أسفل البلدة وصولاً للمسجد الأقصى. كذلك عمليات الاستيلاء على عقارات سلوان وإعطائها الطابع اليهودي المزيف. واطلق عليها الاحتلال مسمى " مدينة داوود".
هذه الحالة جزء من أنشطة مشروع كنعان