2018-01-11
تعتبر شجرة الزيتون من الرموز التي تعكس هوية الأرض الفلسطينية وتثبيت العلاقة الوطيدة بين المزارع وأرضه، إلا أنها تعتبر في الوقت ذاته هدفاً للمستعمرين الذين لم ينفكوا يوماً عن قطع الأشجار واعاثة الخراب في الأراضي الفلسطينية المزروعة بأشجار الزيتون.
يذكر أن مجموعة من عصابات المستعمرين انطلقوا كاللصوص من مستعمرة "يتسهار" في ساعات مساء يوم الخميس الموافق 11 من شهر كانون الثاني من العام 2018م وقاموا بمداهمة المنطقة الجنوبية الغربية من بلدة حوارة المعروفة باسم " اللحف" حيث تبعد تلك المنطقة مسافة لا تتعدى 400 متراً فقط عن السياج الفاصل المحيط بمستعمرة " يتسهار"، ويحظر على المزارعين من الوصول إليها إلا بعد الحصول على تنسيق مسبق.
يشار إلى أن هؤلاء المستعمرين وعبر استخدام أدوات حادة أقدموا على نشر وتخريب ما لا يقل عن 80 شجرة زيتون تتراوح أعمارها ما بين 40-60 عاماً وقاموا بقطعها بشكل جزئي، ويأتي هذا الاعتداء من قبل المستعمرين انطلاقاً من قناعاتهم الراسخة حول أهمية تلك الشجرة بالنسبة للمزارع الفلسطيني والتي تعد بمثابة طابو، وعليه يقوم المستعمرين بقطعها وتخريبها بل وسرقتها وزراعها في مستعمراتهم.
فيما يلي أسماء أصحاب الأراضي المعتدى عليها في بلدة حوارة على يد مستعمري "يتسهار" الإسرائيلية:
المواطن المتضرر | عدد أفراد العائلة | عدد أشجار الزيتون المتضررة |
عوض احمد سليم عودة | 6 | 32 |
نادر عبد الرحيم صالح عودة | 11 | 21 |
محمد علي سعادة عودة | 6 | 19 |
منوى خليل عودة | 3 | 8 |
المجموع | 26 | 80 |
المصدر: بحث ميداني مباشر - قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية - مركز أبحاث الأراضي، كانون ثاني 2018م.
يذكر ان موقع " اللحف " جنوبي بلدة حوارة شهد خلال الأعوام الماضية سلسلة اعتداءات من قبل المستعمرين الذين قاموا بإحراق عدد كبير من الأشجار هناك والاعتداء على عدد آخر من المزارعين.
ويعتبر مستعمرو مستعمرة "يتسهار" عبارة عن مليشيات مسلحة مدعومين بكافة الإمكانيات والحماية من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث وُضعوا في المنطقة كإسفين يدق الجسد الفلسطيني وكنقطة انطلاق لتدمير الأراضي الفلسطينية وطرد المزارعين منها ومنعهم من استغلالها، وذلك لتحقيق هدفهم بعيد المنال وهو تفريغ الأراضي من أصحابها الأصليين تمهيداً للاستيلاء عليها بأساليب العربدة والخداع ليس أكثر.
نبذة عن تاريخ وموقع المستعمرة[1]:
تأسست مستعمرة "يتسهار" سنة 1983 على حساب الأراضي الفلسطينية، وبلغ مسطح البناء للمستعمرة 788 دونم ( ويتسهار شرقاً 530 دونماً)، ووصل عدد المستعمرين إلى 440 مستعمراَ، حيث تقام المستعمرة على أراضي مصادرة من القرى الفلسطينية (بورين، حوارة، عينابوس، عوريف، عصيرة القبلية، مادما).
نبذة عن بلدة حوارة [2]:
تقع بلدة حوارة على بعد 8كم جنوب مدينة نابلس، على الطريق الالتفافي رقم 60 الرابط بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، والذي اصطلح على تسميته بشارع "الموت" لكثرة الحوادث اليومية التي تحدث على ذلك الطريق من دهس وتصادم مركبات، حيث حاولت بلدية حوارة مراراً صيانة الطريق ووضع يافطات إرشادية عليه إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل عملية صيانته ويرفض مجرد وضع إشارات إرشادية عليه.
يبلغ عدد سكان بلدة حوارة 6759 نسمة حتى عام 2016 ينقسمون إلى ثلاث عائلات رئيسة وهي: عودة، ضميدي وعائلة خموس بالإضافة إلى أن هناك 3% من سكان البلدة هم من أصل لاجئ.
وتبلغ المساحة الإجمالية لبلدة حوارة 8,520 دونماً منها 1116 دونماً عبارة عن مسطح بناء، ويوجد على أراضي القرية مستعمرة " يتسهار الإسرائيلية صادرت من أراضي البلدة ما مساحته 331 دونماً، كما نهب شارع رقم 60 الالتفافي 430 دونماً من أراضيها.
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية - مركز أبحاث الأراضي.
[2] المصدر السابق.
تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي
محتويات هذه النشرة من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي