2018-01-29

الاحتلال يهدم بنايتين سكنيتين قيد الإنشاء في موقع بئر عونة بيت جالا - محافظة بيت لحم

Image title

أقدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي في صباح 29 كانون الثاني 2018م, وبحماية قوة كبيرة من جيش الاحتلال وموظفين من بلدية الاحتلال في القدس بهدم بنايتين سكنيتين في موقع بئر عونة ببيت جالا وذلك بذريعة عدم الترخيص، وقربهما من الجدار العنصري الذي أقامه الاحتلال في الموقع.

 هذا وتعود البناية الأولى إلى المواطن وليد زرينة عبارة عن 3 طوابق/  كل طابق 4 شقق سكنية أي إجمالي الشقق 12 شقة سكنية، وتبلغ مساحة كل شقة 120م2 وأما البناية الثانية تعود للمواطن محمد عبد الهادي الحروب وهي بنفس الحجم والارتفاع وعدد الشقق للبناية الأولى ..!!.

وأفاد المواطن زرينة لفريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

  " نحن عائلة زرينة مالكين للأرض من أبائنا وأجدادنا، ويوجد لدينا أوراق تثبت ذلك، وعملية الهدم غير مبررة، غير أنها اعتداء وإيذاء من الاحتلال الإسرائيلي".

يضيف زرينة: " عملية الهدم غير شرعية ... حيث  قمت أنا وأبنائي بإعطاء الضابط الإسرائيلي الملف القانوني الذي تم تحضيره للمحكمة الإسرائيلية وقرار الالتماس، وكانت ردة فعله باحتجازنا في كونتينر بالقرب من منطقة الهدم، وعملوا على الإفراج عنا بعد الانتهاء من عملية الهدم التي لم تستغرق معهم إلا ساعات قليلة، على الرغم من أن بنائها كان من تعبنا وتعب أبنائنا".

هذا وأفادت المهندسة أروى أبو الهيجة من الحكم المحلي لباحثة مركز أبحاث الأراضي بالتالي:

" مطامع الاحتلال واضحة حيث ينفذ عملية الهدم  لتفريغ المنطقة من الفلسطينيين والاستيلاء عليها، وتلك المنطقة قانونياً تابعة لبلدية القدس المحتلة، وخلال الفترة الماضية تم إعطاء قرار من قبل وزارة الحكم المحلي لبلدية بيت جالا بضرورة العمل على تنظيم الأبنية في تلك المنطقة، من حيث الارتدادات للأبنية على الرغم من أنه لا يوجد صلاحيات للبلدية بإعطاء التراخيص في تلك المنطقة، ولكن ضرورة أن يتم تنظيم البناء في تلك المنطقة للحفاظ على المنطقة من الاكتظاظ السكاني".

كما أفادت المهندسة سامية من بلدية بيت جالا لباحثة مركز أبحاث الأراضي:

" تعمل بلدية بيت جالا على تقديم خدمات البنية التحتية لمنطقة بئر عونة باستثناء المياه، إذ تعمل البلدية على تقديم تسهيلات قدر الإمكان لتثبيت الأهالي ودعم صمودهم، ولتخفيف الأعباء عنهم".

ومن الجدير ذكره بأن بناية المواطن زرينة هي تعود لأبنائه وأبناء إخوته، وتسعى العائلة إلى تأمين أبنائهم، وتوفير المسكن لهم إلا ان الاحتلال سارع إلى هدم البناء وتم مضاعفة العبء المادي على العائلة نتيجة للهدم، وعملية البناء قبل الهدم.

Image title

Image title

Image title

Image title

Image title

Image title

لا بد من الإشارة بأن منطقة بئر عونة هي جزء من مدينة بيت جالا، لكنها اليوم تابعة وبشكل غير قانوني  لبلدية القدس المحتلة بشروطها وقوانينها بعد ضمتها بلدية الاحتلال في القدس لها عند اعادة رسم حدود بلدية القدس في عام 1967م بعد احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية بما فيها " القدس الشرقية، وقطاع غزة، وغالبية الفلسطينيين الذين يعيشون في منطقة بئر عونة هم حاملي بطاقة هوية القدس الشرقية، ويلتزم أغلبية الأهالي بدفع ما يسمى" ارنونا"[1] لبلدية الاحتلال، إلا أن الاحتلال يمنع حصول الأهالي على تراخيص لعملية البناء، ويضع عليهم الشروط والتعقيدات وذلك حتى يحقق الاحتلال مطامعه الاستعمارية في الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي التابعة ملكيتها للمواطنين الفلسطينيين.

في مطلع عام 2015م أقدم الاحتلال على البدء في استكمال مقطع الجدار في تلك المنطقة، وعمل على تعديل المسار له وذلك لنهب مزيداً من الأراضي الزراعية في المنطقة، وأقدم على قلع أشجار الزيتون المعمرة، وأغلق ونهب مساحات من الأراضي التي تعود ملكيتها لمواطنين من مدينة بيت جالا.

وهدم البنايتين ما هو إلا استكمال لسلسة الاعتداءات الإسرائيلية على الملكية الخاصة، إذ انه يسعى الاحتلال من خلال مخطط استيطاني يسعى فيه إلى العمل على إنشاء  نفق وجسر في تلك المنطقة وذلك لربط مستعمرات جنوب بيت لحم مع القدس، ذلك من خلال نهب مزيدا من الأراضي التابعة لمدينة بيت جالا.

تعريف بمدينة بيت جالا:

تبعد مدينة بيت جالا 1 كيلومتر إلى الغرب من مدينة بيت لحم و8 كيلومتر إلى الجنوب الغربي لمدينة القدس. صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساحات واسعة من أراضي مدينة بيت جالا, حيث قامت بمصادرة 3147 دونما (22%) من مساحة المدينة لتوسيع حدود بلدية القدس, بالإضافة إلى مصادرة الأراضي لصالح بناء المستوطنات الإسرائيلية منها:

  • مستوطنة 'جيلو': تم تأسيسها عام 1971م على حساب أراضي مدينة بيت جالا، تحتل المستوطنة اليوم مساحة 2738 دونماً منها 1117 دونماً تم مصادرتها من أراضي المدينة، يبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين فيها 31500 مستوطن.
  • مستوطنة 'هار جيلو': تم تأسيسها عام 1972 على حساب أراضي مدينة بيت جالا. تحتل المستوطنة اليوم مساحة 420 دونماً منها 314 دونم تم مصادرتها من أراضي المدينة. يوجد فيها اليوم 414 مستوطن.

المساحة والسكان:

ويبلغ عدد سكانها بحسب التقدير السكاني لمركز الإحصاء الفلسطيني 16700 نسمة، وتبلغ مساحة أراضي مدينة بيت جالا 14337 دونما حيث قسمت حسب اتفاقيات أوسلو في العام 1995 إلى مناطق أ (6142 دونم), ب (91 دونم), ج (8104 دونم).

[1]  الارنونا: هي ضريبة تجبيها بلدية الاحتلال في القدس، وتفرض على مواطني المدينة والمستوطنين فيها، مقابل الخدمات، لكن بتقديرات مختلفة، إذ بينما يجري تحديد مبالغ بسيطة على المستوطنين، مع تسهيلات كبيرة في الدفع وتقديم الكثير من الخدمات، فإن المبالغ التي تفرض على المواطنين الفلسطينيين مرتفعة جداً، ولا تقابلها خدمات تذكر، وباعتراف الاحتلال نفسه فإن الفارق بين الخدمات التي تقدم للمستوطنين والأحياء الاستيطانية في القدس، وبين تلك التي يتلقاها المواطنون العرب في الأجزاء الشرقية من المدينة، هو فارق كبير جداً. وبالتالي هي ضرائب تعسفية إلى حد بعيد. / د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي.

Image title

تم إعداد هذه النشرة بمساعدة من الاتحاد الأوروبي

محتويات هذه النشرة من مسؤولية مركز أبحاث الأراضي ولا تعكس بأي حال من الأحوال وجهات نظر أو آراء الاتحاد الأوروبي