2020-09-01
الانتهاك: توسعة بؤرتين استعماريتين.
الموقع: الأغوار الشمالية في محافظة طوباس.
تاريخ الانتهاك: 01/09/2020.
الجهة المعتدية: مجموعة من عصابات المستعمرين.
الجهة المتضررة: سكان المنطقة الفلسطينيين.
تفاصيل الانتهاك:
على أراضي الأغوار الشمالية يتجسد هناك مخطط إسرائيلي يتجه نحو سرقة الأرض وتهويدها، بل وخلق واقع جديد ينفذ على مراحل متتالية، يسعى في نهاية المطاف إلى إغراق الأغوار بالبؤر العشوائية التي في الواقع تغلق المئات من الدونمات الزراعية، ويخلق الاحتلال من خلالها ذرائع تؤثر على حياة المواطنين هناك.
ففي آخر المستجدات التي تجري على الأرض هناك في الأغوار والتي تحدث بالتوازي مع الصمت العالمي في ظل انتشار وباء" الكورونا"، هو قيام المستعمرين بتوسعة بؤرتين استعماريتين في الأغوار وزراعة العشرات من الدونمات المحيطة بهما بهدف تغيير معالم المنطقة ككل.
البؤرة الاستعمارية في أبو القندول ووادي الفاو:
أقيمت هذه البؤرة الاستعمارية تحديداً على سفح تلة غير مستغلة زراعياً بعد منع أصحابها من الوصول إليها واستغلالها، وتقع تحديداً على مسافة تقدر بنحو كيلومتر ونصف تقريباً إلى الجنوب من مستعمرة "مسكيوت" في المنطقة المعروفة باسم " أبو القندول " و" واد الفاو" حيث أقيمت هذه البؤرة في صيف عام 2019م على أراض يصنفها الاحتلال بأنها" أراضي دولة".
البؤرة في منطقة أبو القندول
وفي آخر المستجدات هناك، فقد تم رصد قيام مجموعة من المستعمرين بنصب بركس معدني بمساحة حوالي (90م2) بالإضافة إلى وضع خيام سكنية وعرائش خشبية يبلغ عددها تسعة، في الموقع المقام على سفح التلة هناك، بالتزامن مع زراعة مساحة كبيرة من الأراضي بأشجار الزيتون والأشجار الأخرى وتسييجها بسياج من الأسلاك الشائكة.
وقد أنشأت تلك البؤرة العشوائية في صيف عام 2019م، بعد قيام مجموعة من المستعمرين ممن يطلقون على أنفسهم حركة " أبناء التلال" بشق طريق زراعي يمر بمسافة قريبة جداً من خيام المواطنين في تجمع واد الفاو، ليربط الطريق الالتفافي المسمى بطريق " ألون" بتلك البؤرة العشوائية الجديدة، إضافة إلى ذلك فقد تم إقامة شبكة للكهرباء هناك و شبكة أخرى للمياه.
وتتربع تلك البؤرة اليوم على مسافة تزيد عن 35 دونماً، حيث على ما يبدو أن هناك مخطط إسرائيلي يتجه نحو توسعة تلك البؤرة لتشكل مفصل أساسي نحو السيطرة على مساحات شاسعة في الأغوار الفلسطينية تقع بين تلك البؤر وبين المستعمرات المنتشرة هنا وهناك.
في حين نرى سكان التجمع الريفي في " واد الفاو" المجاورين لتلك البؤرة محرومون من ابسط حقوقهم سواء من خدمات أساسية من ماء وكهرباء و طرق، ومحرومون من البناء أو التوسع بل وحتى زراعة الأرض، علماً بأن التجمع يقع على مسافة لا تتعدى 150متر من تلك البؤرة.
بؤرة جديدة شمال الفارسية:
على مسافة لا تتعدى 50متراً من خيام المواطنين في خربة الفارسية ( أحمير) تحديداً في الجهة الشمالية من التجمع، لوحظ أن المستعمرون قد قاموا بإنشاء عريشة هناك بعد أن قاموا بنصب خزان مائي وتسييج مساحة كبيرة من الأراضي تصنف على أنها مناطق محمية طبيعية والقيام بزراعتها بعد أن تم إنشاء شبكة ري هناك.
البؤرة في منطقة الفارسية
وعلى ارض الواقع فإن تلك البؤرة تشكل حلقة جديدة ضمن الحلقات التي تشكل امتداد لمستعمرة " جفعات سلعيت" المجاورة لها، حيث أن تلك البؤرة كانت البدايات الأولى لها العام 2019م الماضي، واليوم يقوم المستعمرون ببسط نفوذ تلك البؤرة لتطال مساحات جديدة أخرى و يتم تسييجها في وقت لاحق، وبهذا يسيطر المستعمرون على مساحة تزيد عن 45 دونماً جديدة لصالح تلك البؤرة.
السيد مهدي ضراغمة رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
" إن الاحتلال الإسرائيلي أنشأ البؤر الاستعمارية بناء على خطة ابتدعها لسرقة الأراضي الزراعية وتهجير السكان، فهذه البؤر فعلياً تقع على مسافة قريبة جداً من بيوت المواطنين، ومن غير المستبعد أن يتمادى الاحتلال لدرجة فرض قيود صارمة على حركة هؤلاء المواطنين بل وإجبارهم على الرحيل بعد فرض ضغوط نفسية عليهم وسلبهم أبسط حقوقهم على الإنسانية.
وعلى مدار السنوات الماضية، استهدف الاحتلال منطقة الأغوار الفلسطينية عبر مصادرة الأراضي وإقامة بؤر عشوائية هنا وهناك، ليجد المواطن في الأغوار انه وحده يقاوم منظومة سياسة التهجير العنصرية .