تفاصيل الانتهاك:
أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الخميس الموافق (14/8/2025م)، عبر جرافة عسكرية إسرائيلية كانت برفقتهم، على أعمالِ تجريفٍ واسعةٍ طالت عدداً من القطع الزراعية المشجّرة بالزيتون واللوزيات، والتي تقع على جانب الطريق الالتفافي الاستعماري الذي يخترق أراضي القرية، علماً بأن أشجار الزيتون معمّرة ويزيد عمرها عن سبعين عاماً.
يُذكر أن هذا التجريف جاء تنفيذاً للأمر العسكري الصادر بتاريخ (18/6/2025م)، والذي تم إصداره من قبل ما يُسمى قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وجاء تحت عنوان: "تعليمات بشأن اتخاذ وسائل أمنية 25/9/ اتخاذ وسائل"، ويستهدف (13,525) متراً من أراضي قرية برقة شمال محافظة نابلس، وهي موزّعة على سبعة مواقع مختلفة، تتركز معظمها على الطريق الاستعماري الرابط بين مستعمرة "كرني شمرون" ومستعمرة "حومش".
و بحسب المتابعة الميدانية فقد طالت الأضرار:
المزارع المتضرر | افراد العائلة | عدد الاناث | عدد الاطفال | نوع الاشجار | عدد الاشجار |
ازدهار سليم عبد الحميد ابو عمر | 3 | 2 | 0 | زيتون | 3 |
خالد طلال سعيد سيف | 6 | 3 | 1 | زيتون | 14 |
غريب محمد علي حسين | 2 | 1 | 0 | زيتون | 5 |
مريم محمد جميل سيف | 4 | 2 | 0 | زيتون | 17 |
عبد الرؤوف محمد عبد الخالق | 7 | 4 | 2 | زيتون | 3 |
رائد فخري شبيب | 4 | 1 | 2 | زيتون | 3 |
خالد تيم سالم أبو عمر | 8 | 5 | 4 | لوزيات | 55 |
مياده محمد أحمد صلاح | 2 | 2 | 0 | زيتون | 30 |
رفعت احمد خليل سيف | 7 | 2 | 3 | زيتون | 45 |
المجموع | 175 | ||||
من جهته، أفاد المزارع رفعت أحمد سيف بالقول:
"إن ما يحصل هو استكمال لأعمال التخريب التي يقوم بها الاحتلال والمستعمرون على حد سواء؛ فهي أعمال تخريب وتدمير للبيئة الزراعية وللأراضي الزراعية ككل، حيث سبق أن قام المستعمرون بتجريف وقطع العشرات من الغراس والأشجار وإتلافها في منطقة المسعودية وسبسطية وبرقة، وقاموا أيضاً بتخريب شبكات الري، ثم يأتي جيش الاحتلال الإسرائيلي ليقطع (175) شجرة مثمرة ومعمّرة، ويلحق الأضرار الجسيمة بها بشكل يندى له الجبين، علماً بأن هذه الأشجار قائمة منذ عقود طويلة وكانت تشكل رمزاً للقرية، وتُعتبر أيضاً مصدراً لزيت الزيتون للعديد من العائلات".
يُشار إلى أن قرية برقة شمال نابلس، ومنذ السابع من شهر أكتوبر وحتى اليوم، تشهد تحدياً كبيراً يتمثل في إعادة المستعمرين إلى مستعمرة "حومش"، وما يقومون به من أعمال تجريف يومية للأراضي وقطع للأشجار، ناهيك عن وجود البؤر الرعوية شمال وغرب القرية، التي تساهم في إغلاق مساحات كبيرة من الأراضي وتدمير الممتلكات الفلسطينية الخاصة. وقد وثّق الباحث الميداني عدداً كبيراً من تلك الاعتداءات على مدار الأشهر والسنوات الماضية.
لا تقتصر تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على الأبعاد الإنسانية والاقتصادية فحسب، بل تمتد لتشكل انتهاكاً بيئياً صارخاً، يهدد التوازن الطبيعي والنظام البيئي في المنطقة.
إن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتجريف ما يزيد عن 175 شجرة مثمرة ومعمّرة – معظمها من الزيتون الذي يتجاوز عمره 70 عامًا – يمثل جريمة بيئية وفق المعايير الدولية، ولا سيما اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي واتفاقيات جنيف التي تحظر إلحاق الضرر بالموارد الطبيعية في الأراضي المحتلة.
أشجار الزيتون واللوزيات ليست فقط مصادر رزق لعشرات العائلات، بل هي جزء من التراث الزراعي والبيئي الفلسطيني، وتلعب دورًا جوهريًا في حماية التربة من الانجراف، وفي تعزيز التنوع الحيوي، ومواجهة التصحر الذي تعاني منه مناطق واسعة في الضفة الغربية.
هذا الانتهاك يأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف تفريغ الأرض من مكوناتها الطبيعية، وتحويل المساحات الخضراء إلى مناطق عسكرية أو استيطانية، الأمر الذي يفاقم من آثار الاختلال البيئي ويدفع باتجاه تفشي ظواهر بيئية خطيرة مثل فقدان الغطاء النباتي، وتراجع مستويات المياه الجوفية، وتدهور خصوبة التربة.
وبينما تسعى دول العالم إلى تنفيذ استراتيجيات للتكيّف مع التغير المناخي والحفاظ على النظم البيئية، تواصل إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، ارتكاب انتهاكات بيئية تمثل جريمة مزدوجة بحق الإنسان والطبيعة في آنٍ واحد.
جدير بالذكر بأن هذا الانتهاك سبقه العديد من الانتهاكات مثل هذا النوع تنفيذاً لأوامر ( أمر بشأن وضع اليد على أراضي فوري ومستعجل) أو (أمر بشأن تعليمات أمن - تعليمات بشأن اتخاذ وسائل أمنية / فوري ومستعجل) ، وذلك تستهدف تلك الأوامر الأراضي المزروعة بالأشجار القريبة إما على طريق التفافي / استعماري أو مستعمرة / جدار الضم والتوسع العنصري، وفيما يلي أبرز ما وثقه فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي منذ الأول من عام 2025 حتى تاريخ إعداد هذا التقرير:
الحالة التي تخص الأمر العسكري | رقم الأمر العسكري | مساحة الأراضي بالدونم | عدد الاشجار المستهدفة | ملاحظات |
في 23/12/2024 بذريعة أمنية الاحتلال يصدر أمر عسكري باقتلاع أشجار في قرية مادما جنوب نابلس | 2.4 | 15 | ||
في 22/01/2025 لأغراض يدّعي الاحتلال أنها عسكرية ... جيش الاحتلال يصدر أمراً بوضع اليد على أراضي في قريتي مادما وبورين / محافظة نابلس | 15 | 210 | نتيجة لهذا الأمر الاحتلال جرف اراضي واقتلع 210 شجرة زيتون في 2/4/2025 | |
في 03/02/2025 الاحتلال يصدر أمر بشأن وضع اليد على أراضي مشجرة لأغراض عسكرية في قرية حارس / محافظة سلفيت | 2.7 | 90 |
| |
في شهر آذار من العام 2024 أصدر الاحتلال أمر عسكري بالاستيلاء على أراضي في بلدتي سنجل وترمسعيا شمال رام الله | 29.38 | 150 | - في مطلع أيار 2025 بدأ الاحتلال بتجريف الأراضي لاقامة سياج معدني عازل حول البلدات وتحويلها لسجن. | |
في 19/03/2025 الاحتلال يصدر أمراً عسكرياً بإزالة أشجار مثمرة على مساحة 3 دونم من أراضي بيتا وحوارة جنوب نابلس | 2.9 | 55 | ||
في 15/05/2025 جيش الاحتلال يصدر أمر بوضع اليد على أراضي لأغراض عسكرية في بلدة بروقين / محافظة سلفيت | 14 | 0 | ||
في أيار 2025 أصدر الاحتلال أمراً لاقتلاع اشجار في قرية حارس وكفل حارس / محافظة سلفيت | 65.3 | 280 | ||
في 29/05/2025 لدواعي أمنية! ... جيش الاحتلال يصدر أمراً عسكرياً بشأن اتخاذ وسائل أمنية "فورية ومستعجلة" لاقتلاع أشجار مزروعة بالزيتون في بلدة سنجل / محافظة رام الله | 9.4 | 169 | نتيجة لهذا الأمر يجري تجريف الأراضي وتم اقتلاع 169 شجرة زيتون. | |
في 31/05/2025 لدواعي أمنية ... جيش الإحتلال يخطر بإزالة 40 شجرة زيتون مثمرة في قرية النبي صالح شمال رام الله | تعليمات بشأن اتخاذ وسائل أمنية (25/19/ فوري ومستعجل ) | 1.8 | 93 | |
في 09 حزيران 2025 أصدر الاحتلال أمراً عسكرياً باقتلاع أشجار زيتون " حوالي 60 شجرة" من أراضي بلدة حوارة / محافظة نابلس | 2.8 | 60 | يجري تنفيذ اقتلاع الأشجار حيث تم تجريف 43 شجرة والأمر يستهدف 60 شجرة. | |
في 14 حزيران 2025 أصدر الاحتلال أمراً باقتلاع أشجار زيتون مثمرة من أراضي بالقرب جدار الضم والتوسع العنصري في قرية زبوبا / محافظة جنين | 2.5 | 89 | ||
في 16 حزيران 2025 الاحتلال يصدر أوامر عسكرية بشأن اتخاذ وسائل أمنية "فورية ومستعجلة" لإخلاء أراضي مزروعة بالزيتون في قريتي الساوية واللبن الشرقي / محافظة نابلس | 2.7 | 150 | استهدف أراضي اللبن الشرقي | |
1.85 | 120 | نتيجة لهذا الأمر يجري اقتلاع 39 شجرة زيتون معمّرة من أراضي الساوية | ||
في 18 حزيران 2025 لأسباب " أمنية" ... جيش الاحتلال يصدر أمراً عسكرياً باقتلاع أشجار في بلدة ترقوميا غرب الخليل | 12.32 | 89 |
| |
في 18 حزيران 2025 أصدر الاحتلال ثلاثة أوامر عسكرية بشأن اتخاذ وسائل أمنية لإخلاء أراضي مزروعة بالزيتون في قرى وبلدات: بيتا، حوارة، بورين، تل، برقة في محافظة نابلس | 6.43 |
| استهدف هذا الأمر حوارة وبيتا | |
تعليمات بشأن اتخاذ وسائل أمنية، يحمل الرقم 25/10/ اتخاذ وسائل | 6.27 |
| استهدف هذا الأمر بورين وتل | |
13.525 | 175 | نتيجة لهذا الأمر تم تجريف وقلع 175 شجرة منها 55 لوزيات والباقي زيتون | ||
في 18/06/2025 لأسباب " أمنية" ... جيش الاحتلال يصدر أمراً عسكرياً باقتلاع أشجار في بلدة ترقوميا غرب الخليل | 12.32 | 89 |
| |
المجموع | 203.595 | 1834 |
| |
تجريف الأراضي والاعتداء على الأشجار ... اعتداء صارخ على البيئة الفلسطينية:
تتصاعد وتيرة هجمات المستعمرين والجيش على الأشجار الفلسطينية، حيث وبحسب فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي فإن الاحتلال استهدف خلال عام 2024 أكثر من 59,740 منها منها 34,200 غرسة - هي الأعلى منذ 10 سنوات ماضية-، 89% من هذه الأشجار أعدمت بالكامل كما تم تجريف أكثر من 1000 دونم وهو ما ينذر بكارثة بيئية حقيقية خاصة أنه عند فقدان الأشجار سواء بالقطع أو الحرق أو التسميم فإنه ينتج عن ذلك نقص في عدد الأشجار مما يعني تقلص مساحة الغطاء النباتي والتي تمد المنطقة بكميات كبيرة من الأوكسجين وتخلصها من غاز الكربون، كذلك عند فقدان الأشجار تصبح الحيوانات غير قادرة على العثور على مأوى وغذاء وبالتالي تهدد بانقراض بعض الحيوانات بسبب تدمير موطنهم الطبيعي وهذا يضر بالتنوع الحيوي.
كما وثق فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي منذ الأول من عام 2025 حتى تاريخ إعداد هذا التقرير 28,734 شجرة أو شتلة، منها 95% أعدمت بالكامل.
مصادرة الأراضي مخالف للقوانين الدولية :
إن ما يقوم به المستعمرون في الأراضي الفلسطينية المحتلة من مصادرة أراضي الفلسطينيين وإنشاء بؤر أو توسيع المستعمرات عليها يعتبر انتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني وأراضيه وانتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية، وفيما يلي أهم النصوص الواردة في القوانين والمعاهدات الدولية التي تمنع المساس بالحقوق والأملاك المدنية والعامة في البلاد المحتلة وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة:
اتفاقية لاهاي/ 1907:-
معاهدة جنيف الرابعة/ 1949
[1] المصدر: مركز ابحاث الاراضي
آثار تجريف أشجار الزيتون – قرية برقة