المستعمرون يشرعون في تسييج 900 دونم من أراضي خربة الفارسية وأم الجمال تمهيداً للسيطرة عليها / محافظة طوباس | LRC

2025-10-28

المستعمرون يشرعون في تسييج 900 دونم من أراضي خربة الفارسية وأم الجمال تمهيداً للسيطرة عليها / محافظة طوباس

  • الانتهاك: تسييج 900 دونماً  من الأراضي الزراعية.
  • الموقع: خربة الفارسية وأم الجمال في منطقة الأغوار الشمالية.
  • تاريخ  الانتهاك:   شهر تشرين الأول من العام 2025م.
  • الجهة  المعتدية:   المستعمرون.
  • الجهة المتضررة: أهالي تجمع خربة الفارسية.

تفاصيل الإنتهاك:

 في خطوة استباقية جديدة تهدف إلى إحكام السيطرة على أراضي الأغوار الشمالية وفرض السيادة عليها وتغيير معالمها بالكامل، شرع المستعمرون منذ مطلع شهر تشرين الأول 2025 بإقامة سياج معدني يحيط بنحو 900 دونم من الأراضي الرعوية التي تصنف على أنها أراضي طابو أردنية منتهية التسوية، وأجزاء أخرى تصنف بأنها أراضٍ وقفية تابعة للبطريركية اللاتينية في الأراضي المقدسة، وتمركزت في منطقة وادي المالح شرق محافظة طوباس، وتحديداً على أراضي خربة الفارسية وخربة أم الجمال.

ففي خربة الفارسية "نبع غزال" تم استهداف أراضٍ تقع في الجهة الشرقية من تلك الخربة، على مسافة 200 متر فقط، بالإضافة إلى كونها ملاصقة لما تُسمى بمستعمرة "روتم" الجاثمة على أراضي منطقة وادي المالح منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تم استهداف 300 دونم هناك.

وتعود ملكية الأراضي التي تم استهدافها في خربة الفارسية إلى عائلة "محسن"، وجميعهم من سكان مدينة طوباس، حيث يمتلكون الأرض بموجب أوراق رسمية (أوراق طابو).

أما في منطقة أم الجمال، فقد تم وضع سياج آخر في محيط النبعة هناك، ليطال الاعتداء أيضاً 600 دونم تم تسييجها بالكامل، علماً بأن 70% من تلك الأراضي تعود إلى أراضي الأوقاف المسيحية (البطريركية اللاتينية)، وما تبقى فهي أراضٍ طابو منتهية التسوية الأردنية تعود لمزارعين من عائلة دراغمة من طوباس.

من جهته أفاد المزارع عبد السلام محمد محسن، المعيل لأسرة مكونة من 6 أفراد، من بينهم 3 إناث و2 أطفال ضمن العائلة، وهو أيضاً أحد الورثة المتضررين، بالقول:

"نمتلك نحن عائلة محسن مساحات واسعة من الأراضي تقع جلّها في منطقة الأغوار الشمالية، وفي عدة مواقع منها، ونمتلك أوراق طابو تسوية أردنية منتهية بها، وكانت تلك القطع تُزرع بالحبوب والخضار والبطيخ بشكل مستمر، وكان الكثير من العمال في قطاع الزراعة يعتمدون على العمل في الأرض لتأمين قوتهم، حتى عام 1985 لم تُترك تلك الأراضي يوماً دون زراعة، ولكن بعد إقامة مستعمرة "روتم " هناك، فرض الاحتلال الإسرائيلي قيوداً كبيرة حالت دون استغلال قسم كبير من تلك الأراضي، من ضمنها إعلان جزء منها مناطق مغلقة عسكرياً، والجزء الآخر مناطق تدريبات لجيش الاحتلال، حتى نبعة المياه جرى تجفيفها هناك، ورغم ذلك تحولت تلك القطع إلى مراعي يستفيد منها مربي الثروة الحيوانية والقاطنون في منطقة الأغوار الشمالية، وخاصة منطقة الفارسية والمالح، علماً بأن الاحتلال يمنع البناء هناك أو حتى الإقامة."

وأضاف: 

"منذ أحداث الحرب على غزة –اكتوبر 2023- بات الوضع المعيشي هناك صعباً للغاية، حيث إن الاحتلال منع المزارعين ومربي الثروة الحيوانية من الإقامة هناك أو استغلال المراعي، في حين قام المستعمرون باستغلال المنطقة عبر حراثة الأرض في أجزاء كبيرة منها، ومن ثم إعادة زراعتها مجدداً بغير وجه حق، واليوم يقوم هؤلاء المستعمرون مجدداً بإقامة سياج معدني حول كامل تلك القطع دون أي أمر مصادرة فعلياً، فهي خطوة من المستعمرين لإغلاق المنطقة بالكامل هناك، ولا أستبعد أن يلجأ المستعمرون إلى فرض الأمر الواقع عبر توسعة المستعمرة باتجاه تلك الأراضي بالكامل، وسنتابع الأمر مع الجهات المختصة مهما كلف الثمن."

من جهته أفاد رئيس تجمع المالح والمضارب البدوية، المزارع مهدي دراغمة، وهو معيل لأسرة مكونة من سبعة أفراد من بينهم ثلاث إناث وأربعة أطفال، بالقول: 

"ما يجري فعلياً كارثي ومصيبة كبيرة، فنحن سكان المالح والمضارب البدوية على امتداد أكثر من تسعة تجمعات نعتمد بشكل كلي وكامل على تلك الأراضي كمراعي للمواشي التي تعتبر مصدر دخلنا الوحيد، وبمصادرة المراعي والينابيع المحيطة بات الحال كارثياً ويهدد وجودنا في المنطقة، ولا أستبعد في القريب العاجل أن تكون هناك هجرة قسرية من تلك التجمعات إلى مناطق أخرى كما حدث مع مناطق أخرى، مما يعني تغييراً في المنظومة البيئية والزراعية في المنطقة كلها، المستفيد الأكبر هي البؤرة الاستعمارية الموجودة في منطقة أم الجمال، والتي من خلال هذا السياج الجديد ستجد طريقها نحو التمدد والتوسع لتشكل مستعمرة كبيرة في وقت لاحق."

تسييج الأراضي الفلسطينية وحرمان المزارعي والرعاة من الوصول اليها يعني تقلص مساحات الاراضي الزراعية والمراعي:

  1. إن تسييج الأراضي يعد خطوة نحو تغيير الطابع البيئي والزراعي للمنطقة ككل، علماً بأن المنطقة تشتهر بوفرة النباتات البرية وكذلك الطيور والحيوانات البرية التي ستتأثر بالكامل بسبب السياج وإغلاق المنطقة.
  2. كذلك تعد مقدمة نحو السيطرة التامة على الأرض، وتعتبر الخطوة الأولى نحو توسعة نفوذ مستعمرة "روتم" والبؤرة الاستعمارية المقامة هناك.
  3. يعتبر السياج وسيلة لإغلاق المراعي بالكامل، مما يعني أن قطاع الثروة الحيوانية بات مهدداً بشكل كبير بسبب تقلص المراعي وانحصارها.
  4. سيتم السيطرة على نبعة أم الجمال، التي كان لها أثر كبير في التنوع البيئي والزراعي في المنطقة كلها، لصالح البؤرة التي أُقيمت في منطقة أم الجمال في وقت لاحق من هذا العام، تحديداً في شهر شباط الماضي.

يُشار إلى أن الباحث الميداني قد وثق سابقاً، وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية، قيام المستعمرين بإقامة سياج حول قطع كبيرة من الأراضي الزراعية في عدة مواقع مختلفة من الأغوار الشمالية والوسطى، وتحديداً مناطق فصايل ووادي المالح والبقيعة والفارسية وخلة خضر وغيرها من المناطق، مما ساهم في انخفاض عدد مربي الماشية والأغنام هناك بشكل كبير، وانعكس ذلك سلباً على الطابع الزراعي الفريد في المنطقة.

من الأراضي التي سيجها المستعمرون